أنادي وكم ناديت سرّاً وإعلاناً - ابن شهاب

أنادي وكم ناديت سرّاً وإعلاناً
وجادلت بالحسنى وبالرفق أحيانا

أقول لصحبي سادة السنة الأولى
لهم أصبحت في الشرق والغرب عنوانا

أسنّة خير الرسل أم سنّة الذي
غوى فاستوى فوق المنابر لعانا

تناهوا فإن البعض من علمائكم
سروا في ظلام النصب رجلاً وركبانا

وقولوا لهم هل بعد قول محمد
وبعد كتاب الله تبغون تبيانا

ركبتم بتبرير المسيء مطية
الضلال ولفَّقتم أحاديث بهتانا

رويدكم استحيوا من الله إنكم
جعلتم رؤوس البغي للدين أركانا

إذا ما ذكرنا المصطفى أو وصيّه
وفاطم والسبطين أعلا الورى شانا

وجئنا بسادات الصحابة مثل صاحب
الغار والفاروق والصهر عثمانا

ذكرتم لنا الباغي معاوي وابنه
وصخراً وعمراً والدعي ومروانا

وهم شرّ صحب للنبي وبعده
غدوا لكلاب النار في الدين إخوانا

قرود كما قال الرسول وإنما
رقصتم لهم لما استوى القرد سلطانا

أما حاربوا الجبّار لما تحزّبوا
لحرب أخي المختار بغياً وطغيانا

ولما مضى ازدادوا عتواً وأطفأوا
مصابيح بيت الدين مبدين أضغانا

وقلتم جهاد باجتهاد وإن يكن
خطآءٌ ففي الأخرى سيجزون إحسانا

نقول لكم هذي المساجد فاركعوا
وأنتم تقولون ادخلوا مثلنا الحانا

صلاة إلى البيت العتيق وحبّذا
وأخرى إلى العزى عناداً وعدوانا

تأولتموا معنى الأحاديث كيفما
تشاؤون غمطاً للدليل وكتمانا

خذوا الحذر إن الخطب إدٌّ وبادروا
إلى التوب قبل الأوب راجين غفرانا

دعوا قول من قلّدتموه تعصّباً
لهم واجعلوا وحي المهيمن ميزانا

أوحيٌ كلام الهيتمي وأحمد ابن
تيمية ٍ والأشعري وسفيانا

فتقليدهم والحق يتلى عليكم
يجر لكم يوم التغابن خسرانا

وإن عُذِرَ الماضون في بعض ما جرى
مداهنة فالعذر لا يوجد الأنا

سرى فيكم داء التعصّب والهوى
فصرتم به صمّاً عن الحق عميانا

فحتام هذا الميل عمن يحبهم
من الله تزدادون قرباً وإيمانا

وحتام دعواكم بأن خصومهم
أَديلوا بمقت الله والطرد رضوانا

نصحناكمُ حتى سئمنا ولم نجد
لديكم بمحض النصح للحق إذعانا

ولم نأل جهداً في مداراتكم وكم
أقمنا على الدعوى دليلاً وبرهانا

ولكن تعالوا نحتكم ثم نبتهل
فنجعل عذاب الله يجتاح أشقانا