العلم والمجد رضيعا لبان - ابن شهاب

العلم والمجد رضيعا لبان
والجهل يرمي ربّه بالهوان

لا يدعي العلم امرؤ جاهل
يخاف أن يفضحه الامتحان

فهو لدى أشكاله باسل
وإن جرى البحث الشرود الجبان

بلى يقول الجاهل المدعي
العلم نور مشرق في الجنان

العلم سر الله إلهامه
في القلب لا لقلقة باللّسان

العلم إما ظاهر وهو في الكتب
وللأحكام فيه البيان

أو باطن يعرفه أهله
وهو لديهم واجب أن يصان

يومي بما يملي إلى أنه
في أشرف القسمين رب العنان

وقد علت أصوات أمثاله
بمثل هذا فالأمان الأمان

نشكو إلى الرحمن من هذه
الغوغاء شكوى مّنْ رماه الزمان

من ماكر ذي سبحة أو مُراء
قارئ همساً وذي طيلسان

ورامز بالغيب ذي حيلة
يلفظ بالقول الكثير المعان

رواد صيد كلهم حاذق
في الرمي لا يصطاد إلا السمان

شِبَاكُهم دعوى الكرامات والكشف
وتزوير المرائي الحسان

هذا يرى المختار في نومه
وذاك يستخبره بالعيان

كأنه من بعض أتباعهم
يحضر في كل مكان وآن

ومنهم المخبر عن برزخ الموتى
شقي أو سعيد فلان

وقد أراني الله شيخاً له
جماعة رجلاه مصفرتان

فقلت ماذا نابه قيل من
وطءِ حشيش الجنة الزعفران

أف لقوم همّهم كيدهم
وجمعهم للمال من حيث كان

بالمال تلقاهم سكارى كما
يسكر من يشرب خمر الدنان

إن أحسن الظن بتلبيسهم
مثر رأوا تطهيره بالختان

من كل ما الإنسان يخشاه من
مستقبل الدارين يعطى الضمان

وإن رأوا في عقله خفّة
باعوه في الدنيا قصور الجان

وكم وكم قد موّهوا زائفاً
فظنّه البله ثمين الجمان

يا رب يا منّان أنت السريع
الغوث والمفزع المستعان

وفق رجال الدين للصدق والإخلاص
والإعراض عن كل فان

ونزه الإسلام عن غش أهل
المكر والتدليس كيلا يهان

واغفر ذنوب الكل اصفح ومن
قلوبنا اغسل كل ريب وران

وصل أزكى ما تصلى على
من أشرقت من نوره الخافقان

والآل أهل المجد والصحب ما
أمالت الريح الغصون اللدان