ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال - ابن شهاب

ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال
وكل لئيم لا يسوده المال

إذا امتحنت بيض الصفاح وجربت
فبالنصل لا بالغمد يتضح الحال

وهل حول بازي وإن جاع يجتري
غراب كثير الشحم يزهو ويختال

ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
صحيح وفي التنزيل للعكس إبطال

وان يفقدوا أو يفقد المجد وحده
فجهد جهيد أو قيان وجريال

أجل كل مال عند ذي اللؤم ضائع
كحلي على زنجية عمها الخال

وأن يجتمع مال ومجد فحبذا
فذانك للحسناء عقد وخلخال

كما اجتمعت شتى المعالي لسادة
حسينية للفضل روح وتمثال

فروع شهاب الدين غوث الورى الذي
عليه من النور الإلهي سربال

إلى حضرات القرب من ربه ارتقى
فجرت له فوق المجرة أذيال

له الإنس والجن استجابوا فلم تخب
لمن أم منهم رحبة الفضل آمال

أنابت به لما استضاءت بنوره
طوائف لا تحصى غواة وضلال

سرى سره في المقتفين سبيله
فنالوا الأماني عالمون وجهال

تبارك ذو العرش الذي قد أحله
مقاماً له جبريل جار وميكال

ويا حبّذا ابناؤه الكمل الأولى
لهم خلفه سير حثيث وإيغال

وكم جهبذ من صيد أحفاده اقتفى
الجدود إلى أن نال بالمجد ما نالوا

كآل علي القانت ابن محمد
بناة المعالي والمجلين إن جالوا

وشم بني المشهور والزاهر ابنه
وغربني الهادي الهداة لمن مالوا

أولئك حتى الآن وراث شعبهم
وهل ارثهم إلا علوم وأعمال

ولم لا وهم صفوة العلوية الأولى
لهم بالسبق تعترف الآل

فعالمهم بين المحابر عاكف
لعقد عويصات الوقائع حلال

منوط به تفسير من كان غامضا
وتفصيله إن كان في الأمر إجمال

وعابدهم مستغرق في سلوكه
إذا ما توالت واردات وأحوال

به يرحم الله العباد ويمطر البلاد
وتزوي طارقات وأهوال

وذو المال منهم للمكارم والندى
أخ ولأَثقال النوائب حمال

يواسي ذوي الحاجات غير مجاهر
وبالباب للأضياف حط وترحال

لديهم من الأجداد طه وحيدر
وفاطم والسبطين إرث وأنفال

تحلّى به آباؤهم ثم عنهم
تلقاه أبناء كرام وأنجال

ومن لدن المحضار أوفى عناية
عليهم بها سيب المواهب هطال

كمال ولا دعوى ونسك ولا ريا
ومنّ ولا منّ ووصل وإيصال

منزهة أخلاقهم عن كثافة التنطع
والإعجاب صدق إذا قالوا

يمرون إن مروا بلغو أعفة
كراماً فلا قيل يعاب ولا قال

وإن خوطبوا من جاهل أعرضوا ولو
أرادوا لردّوا لكن العقل عقال

إذا نابهم خطب فبالحلم والنهى
تدك رواسي كل خطب وتنهال

على أن مولاهم حفيظ وناصر
لهم فلهم بالله عز وإجلال

متى نزلوا في قرية أو مدينة
ففيها الندى والعلم والحلم نزال

هنيئاً لكم آل الشهاب وكيف لا
يُهَنَّى الذي لم يطغه الجاه والمال

سلكتم طريق الإتباع فحزتموا
من المجد مالم تحصه العين والدال

ردوا مورد الأسلاف واسروا سراهم
أليس لأسد الغاب إبن غبن أشبال

ولا تهنوا وابغوا المزيد وثابروا
فليس على أبواب ذي الطول أقفال

وها أنا منكم غير أني مقصر
عن السعي في نجد الفضائل مكسال

وحاشا أيادي واسع الجود أنه
يصادر فرد في الفريق ويغتال

وأزكى صلاة الله ثم سلامه
على المصطفى والآل ما لمع الآل