تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ - أبو الحسن الجرجاني

تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ
له باعٌ يقصِّرُ عن ذِرَاعي

نفوسٌ لا تليقُ بها الَمَعالي
وأخلاقٌ تضيقُ عن المسَاعِي

إذا غلطوا بأحسابٍ تلته
عِدادٌ من إساءات تِبَاع

أقمتُ بها ومن مَحِنِ الليالي
مَقَامُ الأُسدِ في كَنفِ الضبُّاعِ

أقول وقد نأوا بُعداً وسُحقاً
لِشَرِّ الخَلق في شَرِّ البِقَاعِ

وكم خلَّفتُ من كَرَمٍ مُهَانٍ
بِعَرصَتِهِ ومن لُؤم مُطاعِ

ومن مالٍ مَصُونِ الثَّغرِ تُحمى
جوانِبُه ومن عِرضٍ مُضَاع

وأجسامٍ مُسَمَّنةٍ شباعٍ
وأَحسَابٍ مُضَمَّرةٍ جِياعِ

ونقصٍ في أكابرِها خَصيصٍ
وجهلٍ في أصاغرِها مُشاعِ

أَإِن باتت سرائركُم وكانت
مساوئكم تقام على يَفَاعِ

جعلتم ذنبنَا أَنَّا سَمِعنَا
وما الآذانُ إِلاَّ للسَّمَاعِ

كأنَّ البينَ مَحتومٌ علينا
فليس سِوَى التلاقي والوَداعِ