لولا رجائي ثانياً للقائه - أبو الحسن الجرجاني

لولا رجائي ثانياً للقائه
ما كنتُ أَحيا ساعةً في نأيهِ

سَكَنٌ له أبداً فؤادي مسكنٌ
ما مَلَّ يوماً فيه طولُ ثوائِه

غُصنٌ إذا ما مادَ في ميدانه
أسدٌ إذا ما هاجَ في هيجائهِ

في جفن ناظرِه وجَفن حُسامِه
سيفان مختلفان في أنحائهِ

فبواحدٍ يسطو على أحبابهِ
وبواحدٍ يسطو على أعدائِه

قَمَرٌ غدا رُوحي وراحَ مُفارقي
والجسمُ بالروح امتساكُ بقائِه

فَتعَجُّبي أن عِشتُ بعد فِراقِه
وتَحَسُّري إن مُتُّ قبل لقائِه

لو لم أَرِد بَصَري لرؤية وَجههِ
ما كنتُ ذا حِرصٍ على استبقائهِ