تفاحة - إبراهيم العريض

غادرَ كالشمعة جسمي لظاهْ
فكُنْ عليه لا له .. في هواهْ

كأنّما يصرعني ماردٌ
جُنّ فما تسكن عنّي يداه

يصرخ للشهوة ألاّ تَني
وفي قرار النفسِ يدوي صداه

إنّيَ من جَرّاه محمومةٌ
فاجعلْ مداواتَكَ لي بالشفاه

ثغراً على ثغرٍ.. ولا أتّقي
من مُطْرَفٍ يخزّني أو سواه

أنْعِمْ بحُسني لا بأكفانهِ
فالحبُّ قد جرّدني للحياه

واخترْ لدنياكَ سبيلَ الغِنى
في شَعريَ المرسلِ حتى قَفاه

فإنْ تراختْ مثلَه رعشةً
أعضاءُ جسمي وتلاشت قُواه

وغمّتا عينايَ من حُمرةٍ
تلظى على وجهي بها وجنتاه

ضُمَّ إلى وجهكَ صدري ولا
ترفقْ بنهديَّ إذا لامساه

وارْشِفْهما بالفمِ رَشْفاً فكم
ضَيّقَ أنفاسيَ ما زرّراه

جسميَ روضٌ حافلٌ بالذي
تراه عينُكَ وما لا تراه

كان ليَ اللهُ ... لقد همّ أنْ
يعبقَ «نَوّاري» بأحلى شَذاه

وبعضُه التفَّ على بعضهِ
فكاد أن يطوي على ما طواه

فانشرْ جناحَيْكَ على حسنهِ
وبُلَّ - في ظلّ جناحيكَ - فاه

نُجدِّدُ العهدَ الذي باركتْ
ملائكُ الخُلْدِ لنا في سَماه

فَاعْجَبْ لِطاوُوسٍ جَلا ذَيلُهُ
لِناظرَيْ أُنْثاهُ زَهْوَ الحَياهْ

فانتشرتْ بين يدي حُسنهِ
حَتى إذا افتَرَّا سَواءً ...طَوَاه