أمّتي - إبراهيم العريض

يا أمّةً لم تجاوز أمسَها لغدِ
كيف السبيلُ لكي تَنسي فتتّحدي

كفى مكابرةً - ما تؤمنين بهِ
ما غاب - مثلُكِ - معنى الغيبِ عن أَحَدِ

عايشتِ مطلعَ إرهابٍ ، يُدان بهِ
ذووكِ من قِدَمٍ ، أَدّى إلى بَدَد

ولا مُبرِّرَ في تكفير بعضِهِمُ
بعضاً سوى ذلك الإدمانِ في «السند»

فلا المساجدُ تدعو من منابرها
إلى احترام حقوقِ الفردِ في البلد

ولا «الشهادةُ» تعني للجموع سوى
خُلْفٍ - تعالجه بالبطش والقَوَد

هيهات يحمد إنسانٌ جِوارَهُمُ
إن المهوَّسَ فيهم بُغضُه أَبَدي

كم عانتِ «القلّةُ العصماءُ» بينَهمُ
أذىً ، وكم لبثوا في سجنِ مُضطهِد

وعشتِ يا أمتي! لا تحفلين بنا
رعى احتفالُكِ دوماً كثرةَ العدد

ولا كعهدِكِ إذ تَمّتْ سيادتُهُ
في الخافقَيْنِ - وباسم الدينِ لم يَسُد

محا التخلّفُ ما سُنَّ الجهادُ له
فبِتِّ والدةً... رُوحاً بلا جسد

حقُّ الشعائرِ بالتقوى ، تُوجّهها
لله خالصةً - كالطائر الغَرِد

خُذي صداكِ، يُدوّي من مآذننا
هل قطُّ تضخيمُه أفضى إلى رَشَد؟

أنَّى لشاهدهم تقويمُ ظاهرةٍ
كغُرّة الشهرِ بين السبت والأحد

أو المعارضِ إذ تزهو بثروتنا
ما قيمةُ الجمعِ لولا فضلُ مُقتصِد

أو ما يُقدّره في كلّ مُؤتمَرٍ
حول الزعامةِ، مِشوارٌ لذي حسد

جميعُها قدوةٌ مُثْلى لسائرها
وليس تَخفى مراميها على أحد

لولا حقيقتُنا وَهْمٌ نلوذ بهِ
يا أمَّتي لبلغناها يداً بيد

هُمُ بنوكِ وقد ناموا على حُلُمٍ
طال النهارُ به دون ارتيادِ غد

كأنهم إذ يرَوْن الحالَ خانقةً
تُلقي بمن شكَّ في دَوّامة العُقَد

وإذ مصّممةُ الأزياءِ تُفْزِعهم
بموقفٍ لفتاة العصرِ مُنفرِد

عادوا سواسيةً، لا يملكون لها
إرادةً ، غيرَ فتوى أيِّ مُجتهِد

هنا، أعدُّوا مع الأيام عِدَّتَهم
لخوض ماضٍ لهم بالذكريات نَد

واليومَ... لا سُورَ في الدنيا على وطنٍ
إلا تَسوَّرَه الإرهابُ في رَصَد

ما أظلمَ الدارَ تُعشي عينَ ساكنها
عن جلوة الكونِ في إسحاره الجُدُد

إن كان هذا هو الإسلامُ مُعْتمِراً
فيا لوحشةِ من يشقى مع الحشد!