ذلك الصوت - إبراهيم العريض

يا ابنةَ الحسنِ! ... قد عشقتُكِ صوتاً
يتهادَى على جناح الأثيرِ

أنا أُصغي إليكِ في كِلّةِ اللَّيْـ
ـلِ، كأني في عالمٍ مسحور

ليت شعري أيضحك البدرُ لي، أمْ
أنا في وَسْط حفلةٍ للطيور

لم أكُن قبلَ ذلك الصوتِ أدري
أَنّ في الأرض كلَّ هذا السرور

ما وعتْ من لحونكِ الأُذْنُ لحناً
إنّما غِبتُ.. غِبْتُ بين الزهور

يا طريدَ الجِنانِ! عَرِّجْ على الخُلْـ
ـدِ، فما ذاكَ غيرُ صوتِ البشير

هُوَ كالروحِ .. في ضلوعيَ منه
خفقةٌ بلّلتْ أَرَقَّ شُعوري

هُو كالورد.. ما نشقتُ بأنفي
ريحَه، بل لمستُه في ضميري

هُو كالصيفِ... ليلُه مرّ بالأنْـ
ـجُمِ، يزهو في قلبيَ المحرور

هُو كالنجمِ... ما تصوّرتُ إلاّ
أنّه في السماءِ باتَ سميري

كنتُ في ظلمَةٍ، أعيشُ لذكرى الْـ
ـحُسْنِ، حتّى حظيتُ منه بنُور

هو دنيا من الشعورِ لقلبي
يا لَدنيا - في وحدتي - من شُعور