من بين الأشوك - إبراهيم العريض

أين للبلبل أن يُلقي بيانَهْ
وهو لا يعرف في الظلّ مكانَهْ

فَتْرةٌ مَرّتْ عليه في الربى
كان كالمشدوه في حمل الأمانه

فإذا أرسلها ضاحكةً
هزّتِ الأصداءَ بالوجد كيانه

وسرتْ في الروض منها نفحةٌ
طفق الفجرُ بها يُغري حِسانه

صَوّحتْ تلك الربى من زهرها
آفةٌ لم تتركِ الطيرَ وشانه

فإذا لاذ بصمتٍ بعدها
فلكي يطوي عن الإفك لسانه

ما الذي قَرّتْ به عيناه مِنْ
مشهدِ الحُسْنِ فيُوليه حنانه

لا يرى الروضَ على حالتهِ
ضاحكَ الوردِ، ولا يُبصر بانه

لو تَبدّى «اليأسُ» في وحشتهِ
شبحاً يمشي على الأرض.. لكانه

يا ابنَ ودّي غاب عنه أمسُهُ
لا تُذكِّرْه - وقد فات - زمانه