الإنسان - إبراهيم العريض

فيا من وعى كونَه في كيانِهْ
كأنّ له أثراً في زمانِهْ

وأنتَ كظاهرةٍ في مَداهُ
من زبد البحرِ بعضُ جُمانه

هنا كلُّ شيءٍ رهينُ الظهورِ
ولا حيَّ إلا بمعنى الحضورِ

نلمّ بأحداثه في ثوانٍ
ونلغي القرونَ لبُطء المسيرِ

أننعاه مَيْتاً؟ أنرثيه حَقّا
على الجَنْب في بعض مَثواه مُلْقى

وماذا يُميِّز - وَهْو الغريقُ -
أنْ عاشَ في الماء أو مات غَرْقا

ألا ليت للحيّ شأناً كـ «حَيِّ»
يُميّزه بعد نَشْرٍ وطَيِّ

كفُقّاعةٍ في مهبّ الرياحِ
تلاشى أمام البِلى كلُّ شَيِّ