كذا فلتلح قمرا زاهراً - الحداد القيسي

كذا فلتلح قمرا زاهراً
وتجن الهوى ناضراً ناضرا

وسيبك صوب ندى مغدقٍ
أقام لنا هاملا هامرا

وإنَّ لِيَوْمِكَ ذا رَوْنَقاً
منيرا لنور الضحى باهرا

صَبَاحُ کصطباحٍ بإسْفارِهِ
لَحَظْنَا مُحَيَّا العُلا سافِرَا

وأَطْلَعْتَ فيه نجومَ الكُؤوسِ
وم زال كوكبها زاهرا

وأَسْمَعْتَنَا لاحِناً فاتِناً
وأحضرتنا لاعبا ساحرا

يرفرف فوق رؤوس القيانِ
فَتَنْظُرُ ما يُذْهِلُ النَّاظِرَا

وَيَخْطِفُها ذَيْلُ سِرْبَالِهِ
فتبصر طالعها غائرا

فظاهرها ينثني باطناً
وباطنها ينثني ظاهرا

وَثَنَّاهُ ثانٍ لألعابِهِ
دقائقُ تَثْنِي الحِجَى حائِرَا

وفي قَيِّمِ الرّاحِ مِنْ سِحْرِهِ
خَوَاطِرُ وَلَّهَتِ الخاطِرَا

إذا ورد اللحظ أثناها
فما الوهم عن وردها صادرا

ومِنْ بِدْعِ نُعْمَاكَ إبْداعُهُ

وسروك يجتذب الغرباتِ
ويجعلُ غائبَها حَاضِرَا