فيمَ الجفا وعلامَ الصدُّ والمللُ - الهبل

فيمَ الجفا وعلامَ الصدُّ والمللُ
ما بالها انقطعتْ ما بيننا الرسلُ

شتان ما بيننا في الحب ؛ حظكمُ
مني الوفاء ؛ وحظي منكم المللُ

قال الحواسدُ إني قد سلوتكمُ
يا كذب ما ذكروا عني وما نقلوا ؛

لا فزتُ يا سادتي منكم بعطفِ رضى
إن كان لي عنكم من بعدكم بدلُ .

ولا أرى الله طرفي غرَّ أوجهكم ؛
إن كانَ بعدكم بالنوم يكتحلُ ؛

ولا بلغتُ مرادي من وصالكمُ ؛
إن كانَ يلوي فؤادي عنكم عذلُ ؛

نأيتمُ فنأى السلوان واتسعتْ
أبوابُ صبري حتى ضاقتِ الحيلُ ؛

وكان ظني بكم قبل النوى حسناً ؛
حتى نأيتم فخابَ الظنّ والأملُ ؛

حملتُ فوق الذي أقوى وكنت فتى ً ؛
لاناقة ٌ ليَ في هذا ولا جملُ

والهجر يفعلُ في الأحشاء لاعجهُ
ما ليسَ تفعلهُ العسالة ُ الذبلُ ؛

وقد أتيتُ بوصفِ الوق مختصراً
وعند مالكي التفصيل والجملُ

وموجبُ العتب أني صرتُ مذْ زمنٍ
ما جاءني منكمُ كتبٌ ولا رسلُ .