سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقدِ - الهبل

سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقدِ
فكاد سناهُ للعواذلِ أن يهدي

سرى فسرى منهُ العبيرُ بعنبرٍ
وفاحَ شذاه بالفتيقِ وبالندَّ ؛

سرى في ظلام الليل والطرف ناعسٌ
وعادَ فلم يشفِ الفؤادَ ولم يجدِ ؛

فسلّ الكرى عنْ جفن عيني ولم أفزْ
بتقبيل كفَّ من سراهُ ولا خدَّ ؛

وبتُّ نديماً للسهى ذا ندامة ٍ
كئيب فؤادٍ لا أعيدُ ولا أبدي ؛

ومنها

أبيتُ ويأبى لي الخنا محتدٍ
كريمٍ ؛ وجدٌّ في العلى أيما جدَّ ؛

وإني من القوم الكرام فعالهم ؛
وانهم يومَ الكريهة كالأسدِ

كفاهم فخاراً في الأنام بأنهمْ
لآل رسول الله كالصارم الهندي

وأنهمُ أهل الولاء لحيدرٍ ؛
وشيعته ؛ أهلُ المحبة ِ والودّ .

فقال يعارضها

نسيم الصبا كيفَ المنازل من نجد ؛
كما كنّ عهدي ؛ أم تغيرنَ من بعدي

ويا عذبات البانِ منْ سفحِ حاجرٍ
هلِ السفحُ معمور الربوع على عهدي

ويا أثلات الجزع من شعب عامرٍ
لقد زادني ذكراكِ وجداً على وجدي

منازل روى تربها مثلُ أدمعي
من الغيث منهلّ الحيا صادق الرعدِ ؛

قضيتُ بها حقَّ الصبا والزمان لمْ
يقابلْ إراداتي بعكسٍ ولا طردٍ ؛

وقومٍ بنعمانٍ الأراك عهدتهمْ
سقوني بها كأساً دهاقاً من الودَّ ؛

وكم همتُ فيهمْ والزمان مساعدٌ
وصرفُ القضا يجري الأمور على قصدي ؛

بمعسول أطراف الحديثِ كأنما
يدير على أهلِ الغرام جنى الشهدِ ؛

من الغيدِ سحار اللحاظِ معطر اللمى جائر الأحكام معتدل القدَّ
جائر الأحكام معتدل القدَّ

وقد كان طوعي والحوادثُ نومٌ ؛
فها أنا إن سلمتُ يبخلُ بالردَّ

وكم ليلة ٍ قد زارني في ظلامها
وددتُ بها أني فرشتُ له خدي ؛

إلى أن سعتْ فينا الليالي بفرقة ٍ
وغربنني عنهُ وغيرنهُ بعدي ؛

وما زالَ دهري منذ كانَ يريشُ لي
سهاماً من الأحداث تصمي على عمدِ

ليَ اللهُ كم ألقى الزمانَ بعزمة ٍ
تقصر عنها عزمة الصارمِ الهندي ؛

وكم حشدتْ يوماً عليّ جنوده
فما كلَّ عنْ حربٍ لهُ أبداً حدي ؛

وكم يلتقيني منْ بنيهِ محارباً ؛
بأخبثِ من صلًّ وألأم من قردِ

إلى اللهِ من أبناء دهري أشتكي
مرامي تصمي كلَّ محكمة ِ السردِ ؛

وما جهلوا قدري لديهم ورفعتي
وأنّ زماني فيهمُ زمن الوردِ

وما ضرني أن لا يرون فضائلي
فما خفيتْ إلاّ على أعينٍ رمدِ ؛

ومالي ذنبٌ غير أني في العلى
تقدمتُ من قبلي وأتعبتُ من بعدي ؛

سلي الدهرَ عني إن شككتِ وعنهمُ
لمنْ قصبات السبق في حلبة المجدِ

وقائلة ٍ لا عزّ إلاّ مع الغنى
فبالمالِ يستكسي الفتى حللَ الحمدِ ؛

فأعمل إلى نيل الغنى كلَّ حيلة ٍ
وشق أديمَ الأرضِ في طلب الرفدِ ؛

فقلتُ لها مهلاً فليس بنافعي
دها ثعلٍ والمالُ في غرر الأسدِ ؛