متيمٌ شفه السقامُ - الهبل

متيمٌ شفه السقامُ
تشجيهِ إن غنتِ الحمامُ ؛

في حبّ ساجي الرنا غريرٍ
في ريقه الشهدُ والمدامُ ؛

فقال الحسن الهبل

كأنه في الأثيل منهُ
بدر دجى ً حفه الظلامُ

أنفقتُ صبري على هواهُ
وحظيَ السهدُ والسقامُ ؛

فقال السيد

عذبُ اللمى ؛ كم أهيمُ فيهِ
وجداً ؛ ولا ينفعُ الهيامُ ؛

وكمْ قطعتُ الظلام سهداً
حتى جفا جفني المنامُ ؛

فقال الحسن

يمنعني وصله لحيني
كأنما وصله حرامُ ؛

ولا كتابٌ ولا جوابُ
ولا سلامٌ ولا كلامُ ؛

فقال السيد

يا قمراً حلّ عقد صبري
فما لسري بهِ انكتامُ ؛

اللهَ في مغرمٍ عميدٍ
قد شفه الشوق والغرامُ

فقال الحسن

وكم خلي يلومُ جهلاً
وكلّ من حبَّ لا يلامُ ؛

قالتْ له مقلتاك مهلاً
لا عذل ؛ فالسابق الحسامُ

فقال السيد

ملكتَ يا مالكي قيادي
وصحَّ في كفكَ الزمامُ ؛

فافعلْ كما تشتهي فإني
لم أرضَ إلاكَ والسلامُ ؛

فقال الحسن

وأبدِِ للحاسدين وجهاً
لو أبصروا حسنهُ لهاموا ؛

و لا تصخُ للوشاة وارفقْ
بمغرمٍ دمعهُ سجامُ ؛

فقال السيد

أفديكَ ؛ قد برحَ الجفا بي
وقدْ وهتْ للقلى العظام ؛

وجلّ مقصودي التلاقي
أستغفر الله والكلامُ

فقال الحسن

حملتني في هواك مالا
يقوى على حمله شمامُ

وأمل العاذلون صبري ؛
يا بعد ما املوا وراموا ؛

فقال السيد

ما بعدَ الموتَ قلُّ وجدٍ
عني ولمْ ينقضِ الغرامُ ؛

لكنني قد خفيتُ سقماً
عنه ؛ فلم يلقني الحمام

فقال الحسن

وفاتر الطرف ليس يرعى
لديه عهدٌ ولا ذمامُ ؛

بعدهُ الحاسدونَ عني ؛
فوصلهُ قطّ لا يرامُ .

فقال السيد

أغرّ حلو اللمى رقيقٌ
للبدرِ من حسنه التمامُ ؛

يحقّ لي أنْ أهيمَ فيهِ ؛
وحقّ في مثله الهيامُ

فقال الحسن

ألحاظهُ كالسهامِ فعلاً
بلْ فوقَ ما تفعلُ السهامُ

وقدهُ كالقضيب ليناً ؛
بل دونهُ السمرُ والبشامُ ؛

فقال السيد الجرموزي

مهفهفٌ حسنه بديعٌ
يقصرُ عن وصفه النظامُ

في صفحة الخدّ منه راحٌ
و خاله مسكه ختام . ؛