قد أجبنا هواك لما دعانا - الهبل

قد أجبنا هواك لما دعانا
وعصينا العذولَ حين نهانا .

ووردنا من بحر حبك ورداً
صافياً دونه الكماة ُ تفانى ؛

وبذلنا النفوسَ ثمَّ ولم نن
كل ضرابا مندونه وطعانا

واستطبنا طعمَ المنون على
ذاك ؛ كأنَّ المنونَ فيه منانا

كم حطمنا على رباك جهاراً
تارة ً صارماً وطوراً سنانا ؛

ووصلنا إلى حماكِ وصلنا
صولة ً تتركُ الشجاع جبانا ؛

ورأينا صعبَ الأمورِ ذلولاً
ربّ صعبٍ على المحبين هانا ؛

يا زماني بحاجرٍ و المصلى ّ
وبوادي النقا ؛ سقيتَ زمانا ؛

كم عمرنا تلكَ الربى بالأماني
إذ أخذنا من الليالي أمانا .

ونهضنا بلا ثوانٍ وما فاز
بإدراكِ سؤله منْ تواني

وجررنا من السرورِ ذيولاً
وسحبنا من الهنا أردانا .

في رياضٍ قد حاكتِ السحب فيها
من مناديلِ زهرها ألوانا . ؛

ما رضينا من بعدهنّ ربوعاً
لا ؛ ولا بعد أهلها سكانا ؛

يا حلولاً بالسفحِ من شعب نعمان
سقى صيبُ الحيا نعمانا ؛

لم نزلْ ذاكري العهودَ ؛ فهل تخطر بالبالِ منكم ذكرانا ..