ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ - حيدر بن سليمان الحلي

ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ
فكيف تروع اليوم قلبى الروائعُ

لقد عركت منّى الليالي ابن حرَّة ٍ
على العرك منه لا تلينُ الأخادع

وسيانِ عندي سلُم دهرى وحربُه
وما هو مُعطٍ لي وما هو مانع

لعمري ليضع أيما شاء إنه
حقيرٌ بعيني كل ما هو صانع

سأنشد لا عجزاً ولكن تحمساً
ليَ الله أيَّ الحادثات أصانع

وأيِّ الأعادي أتقى وهُم الحصى
عديداً وكلٌّ مجهرٌ ومصانع

فحيث طرحتُ اللحظ أبصرت منهمُ
أخا حنقٍ شخصي لأحشاء صادع

إذا ما رآني ازوَّر عني طرفهُ
كأني رمحٌ بين جنبيه شارع

وإني ولا فخرٌ، كفاني تغرُّدي
تحاشدهم أنَّى حوتنا المجامع

أريهم بأني عن دُهاهم مغفلٌ
وعندي لهم خبُّ من العزم رداع

كذئب الفضا تلقاه رخواً إذا مشى
ويشتدُّ إن واثبتَه وهو قاطع

ينامُ بإحدى مقلتيه ويتقي
بأخرى العادي فهو يقظان هاجع