أنسيا تجنبت الهوى أم تناسيا - إبراهيم بن محمد الخليفة

أنسيا تجنبت الهوى أم تناسيا
وعمدا أضعت العمر أم كنت ساهيا

لعمرك أن الطبع والنفس والصبا
عليك لهم حق فكن أنت وافيا

ألست أرق الناس طبعا وهل ترى
رقيق حواشى الطبع الا معاطيا

شبابك طاعات التصابى فريضة
عليه فجهلا أن تفك التصابيا

فعاط كؤوس اللهو أقمار أفقه
وكن لشمول الانس يا صاح حاسيا

ألست ترى غصن الصبا منك مورقا
وقمرى الهوى من فوقه لك داعيا

وان ظباء الخال حولك خلفة
يردن حياض الوصل ان كنت ساقيا

فجدد فدتك النفس أعياد صبوة
وكن فوق محراب المسرات راقيا

وعانق قدود الغيد فى كل ملعب
وقبّل خدود تجن الامانيا

فلن يجتن زهر المسرات عاجز
ولن يحتس اللذات من كان جافيا

وبادر فان العمر ميدان لذة
وخيل الصبا فيه تكون عواديا

فلا خير فى عيش الفتى وحياته
اذا لم يلاطف فى الغرام الغوانيا

لقد طال ما أرخيت فى حلبة الهوى
عنان جواد النفس جهرا وخافيا

فكم روضة للهو غناء غضة
بها الغيد أزهار لها كنت جانيا

فلا ظبية الا لها كنت قانصا
ولا شادن إلا له كنت واليا

وما زلت خدنا للهوى دون أهله
شهورا وأعواما مررن خواليا

فقل للذى أضحى عن اللهو صابئا
وأمسى على ليل المراءات ساريا

تكبر وزد عجبا وكن أنت واثقا
بطاعاتك اللاتي بها كنت عاصيا

وأما بنو الآداب فالله موئل
لهم دون طاعات تكون معاصيا