دُمُوعِي أَبَتْ إِلاَّ انْسِكَاباً لَعَلَّهَا - عفيف الدين التلمساني

دُمُوعِي أَبَتْ إِلاَّ انْسِكَاباً لَعَلَّهَا
بِمَكْنُونِ حُبِّي عِنْدَ حِبِّيَ تَشْهَدُ

دَنَوْتُ فَأَقْصَانِي فَعْدْتُ فَرَدَّنِي
فَلاَ هُوَ يُدْنِينِي وَلاَ أَنَا أَبْعُدُ

دُهِيتُ بِفُقْدانٍ لِمَنْ قَدْ وَجَدْتُهُ
فَلاَ مَدْمَعٌ يَرْقَا وَلاَ وَجْدُ يُحْمَدُ

دَبِيبُ الهَوىَ بَيْنَ الضُّلُوعِ مُؤَجَّجٌ
لَهِيبُ اشْتيِاقي فِيه لِلقْلَبِ مُورِدُ

دَعَانِي فَمَنْ ذَاقَ الهَوىَ ثُمَّ لَمْ يَنَلْ
وِصَالَ حَبِيبٍ كَيْفَ لاَ يَتَنَهَّدُ

دَعَاوىَ الأَسَى عِنْدي عَلَيْكَ صَحِيحَةٌ
فَقَلْبِيَ خَفَّاقٌ وَجَفْنِي مُسَهَّدُ

دَمِي بِكَ مَسْفُوكٌ وَدَمْعِي مُسَفَّحٌ
فَيَصْلُحُ قَلْبِي فِيكَ مِنْ حَيْثُ يَفْسَدُ

دَفَائِنُ حُبٍّ فِي لُحُودِ جَوَانِحِ
لَهَا بِكَ حَشْرٌ كُلَّ يَوْمٍ وَمَوْعِدُ

دُجَايَ إِذَا وَاصَلْتَ يَوْمٌ مُؤَبَّدٌ
وَيَوْمِي إِذَا أَبْعِدْتُ لَيْلُ مُسَرْمَدُ

دُنُوُّكَ أَقْصَى مَا أُحِبُّ وَأَشْتَهِي
فَإِنْ نِلْتُهُ فَهْوَ النَّعيِمُ المُخَلَّدُ