تهادت أهيل الأبرقين المراحل - ابن الخيمي

تهادت أهيل الأبرقين المراحل
وأقوت خيام منهم ومنازل

ولا قلب مذسار الموادع وادع
ولا عيش مذ طال التفرق طائل

خليلى عوجابى على رسم منزل
له في قلوب العاشقين منازل

فشأنى أني فيه من بعد أهله
أسيل دموعي عنده وأسائل

واني لأعطى الحب فى كل حالة
رضاه ودع تغضب عليّ العواذل

أمنعرج الوادى الذى بان أهله
فواديه من ماء الصبابة سائل

بعيشك هل عيش اللقاء معاود
يعود به ذاك الخليط المزايل

وأين مضى برد الاصائل والضحا
فقد هجرت فيك الضحى والاصائل

وقد كان عهدى بالمناهل عذبة
فقد أملحت لي منذ بانوا المناهل

ويا جو نادى الابرقين كذا فكن
فؤادك خفاق ودمعك هاطل

ويا عذبات الرند ما بين رامة
وسلع متى مرت بكن الرواحل

شموس ضحى أجرى الدموع غروبها
بدور دجى أبراجهن المنازل

رياض جمال كللتها يد الحيا
غصون نقى هاجت عليها البلابل

جآذر حسن حازها دون سربها
برغمى من أيدى الفراق حبائل

وعزوا الى أن لم تصلهم رسائلى
ولو وصلت ما أقنعتنى الرسائل

أملاك أمرى أننى متوسل
بانى من كل الرسائل عاطل

وان حياتى أن أموت بحبكم
وعيشي في أن الضنى لي منازل

وبر فؤادى أن يذوب بحره
وراحة طرفى أن يرى وهو هامل

خليلى قد اقترت من طيب وصلهم
وعندى من الشوق الأليم حواصل

تعلّل بأخبار الزمان الذى مضى
اذ العيش غض والحبيب مواصل

وساعة اخذ العهد اذ أنا عاشق
هناك ومعشوق ومصغ وقائل

وما بيننا إذ ذاك شيء مكدّرٌ
وما بيننا الا الهوى والتواصل

وخذ من حديث يستريح لحسنه
فؤاد الفتى العاني وتسلى الثواكل

أبو الفقراء نجل أنصار أحمد
عليه تحيات الكرام تواصل

ففي يومه بالجود يحيى خلائقا
وفي اليل يحيى الليل والبدر آفل

وذا شأنه فى كل يوم وليلة
مدى الدهر لا ينسى ولا يتكامل