غربة البنفسج - عبدالحميد القائد

(1)
أنَا الحَيُّ الميّتُ
الميّتُ الحيُّ
القَاتِلُ المَقتُولُ
الغَرِيبُ المُتَغرِّبُ
النَاصِرُ المُنتَصِرُ المَهزُومُ
أنا صَانِعُ الفِخَاخِ لقلبي
قَلبِي وَرَقَةٌ مُستَبَاحَةٌ
تُظَلِّلُهَا لَعَنَاتُ الفِضَّةِ
آهٍ من الفِضَّةِ التي قَتَلَتْني
وزُرقةِ السَماءِ التي طَرَدَتني
أنا البَنفسجُ المَحمُولُ
على أسرِجةِ خُيولٍ
تَائهةٍ في البَرَارِي
تَنتَظرُ فُرسَانَها المُتعَبِينَ
على سَحابةٍ تبحثُ عن نيزكٍ
والريحُ لا تهِبُّ إلاَّ قَاسيةً.
(2)
أنَا الحَيُّ الميِّتُ
السَاحِرُ المَسحُورُ
القَاهِرُ المقهُورُ
أَرْدَتنِي شَهوتيِ الجَاهِليةُ
لَيسَ قَتِيلاً
ولا مَيّتاً
تَلحَقُنيِ رَائِحةُ الكَافُورِ
أينما يَمَّمْتُ وَجهِي
مَحمُولاً على مَخدّةِ الجُنُونِ
تَطردني الكَوابيسُ من نَومِي
يَفترسُ التيقّظُ يَقظَتي
فَلا أرَى سِوى الدُخَانَ
يُغيِّبُ الكَونَ
والطَرِيقُ في السَديمِ يَضِيعُ
(3)
أنَا الحيُّ الحيُّ
النَازلُ الصَاعِدُ
المُطيعُ المتمرّدُ
المُسَالـمُ المُستَلِمُ العَاصِي
الدَاخلُ، الخارجُ من قَبوِ التغرُّبِ والغربةِ
العرَّافُ حَامِلُ القَنَادِيلِ
أنَا الحيُّ المُتجَددُ
عَلى الرَصِيفِ أَرَحتُ رأسِي
مُتعباً في انتظارِ شَمسٍ
ورأسيَ
ليسَتْ سَلةً للقُمَامةِ
ولا مَغَارةً مَهجُورةً
رأسِي حَديقةٌ للعَصَافِيرِ
هامةٌ تَعلُو
يُخُبرني المدى
بأنَ النَجمةَ التي سَقَطَتْ في النَهرِ
لم تحَتَرِقْ
سَتَنبَجِسُ من دَاخِلِ القَلبِ
وتَضوي .