أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ - الشماخ بن ضرار

أعائشُ ما لأهلكِ لا أراهمْ
يُضيعونَ الهِجانَ مع المُضيعِ

و كيف يضيعُ صاحبُ مدفئاتٍ
على أثباجهنَّ من الصقيعِ

يبادِرْنَ العِضاة بمُقْنَعاتٍ
نواجذهنَّ كالحدإ الوقيعِ

لمالُ المرءِ يُصلِحْهُ فَيُغني
مفاقرهُ أعفُّ من القنوعِ

يسُدُّ بهِ نوائبَ تَعْتَريهِ
منَ الأيامِ كالنهلِ الشروعِ

ألا تلكَ ابنة ُ الأمويَّ قالتْ :
أراكَ اليومَ جِسْمُك كالرَّجيعِ

كأنَّ نطاة َ خيبرَ زودتهُ
بَكُورَ الوِرْدِ ريِّثة القُلوعِ

و لو أنيّ أشاءُ كننتُ نفسي
إلى لَبّاتِ هَيْكلة ٍ شَمُوعِ

تلاعبني إذا ما شئتُ خودٌ
على الأَنْماطِ ، ذاتُ حشى ً قَطيعِ

كأنَّ الزعفرانَ يمعصميها
وباللَّباتِ نضحٌ دمٍ نَجيعِ

و لكنيّ إلى تركات قومي
بقيتُ وغادروني كالخليع

تصيبهم وتخطئني المنايا
و أخلفُ في ربوعٍ عنْ ربوعِ

أعائشُ ! هل يقربُ بينِ وصلي
ووصلِكِ مِرجمٌ خاظي البضيعِ

كأنَّ حبالهُ والرحلَ منهُ
على عِلْجٍ رعى أُنُفَ الربيعِ

وخَرْقٍ قد جعلتُ بهِ وسادي
يديْ وجناءَ مجفرة ِ الضلوعِ

عُذافِرة ٍ كأنَّ بِذِفْريَيْها
كحيلاً بضَّ منْ هرعٍ هموعِ

إذا ما أَدْلَجتْ وَصَفَتْ يداها
لها إدلاجَ ليلة َ لا هجوعِ

مروحٍ تغتلي بالبيد حرفٍ
تكادُ تطيرُ من رأْيِ القطيعِ

تَلوذُ ثعالِبُ الشَّرَفَيُنِ منها
كما لاذَ الغريمُ من التبيعِ

نماها العزُّ في قطنٍ نماها
إِلى فَرْخينِ في وَكْرٍ رَفيعِ

كمِشْحاجٍ أَضرَّ بِخانقاتٍ
ذوابلَ مثلَ أخلاقِ النسوعِ

كأَنَّ سحيلَة ُ في كلِّ فَجٍّ
تَغَرُّدُ شارِبٍ ناءٍ فَجوعِ

يَعنُّ له بِمِذْنَبِ كلِّ وادٍ
إذا ما الغيْثُ أخضل كلَّ رِيعِ

كقضب النبعِ من نحصٍ أوابٍ
صَوَتْ مِنْهُنَّ أقراطُ الضُّروعِ

وسقنَ لهُ بروضهِ واقصاتٍ
سِجالَ الماءِ في حَلَقٍ مَنيعِ

إِذا ما استافَهنَّ ضربْنَ منهُ
مكانَ الرمحِ من أنف القدوعِ

و قد جعلتْ ضغائنهنَّ تبدو
بما قد نالهنَّ بلا شفيعِ

مُدِلاّتٌ يُرِدْن النأْيَ منهُ
وهُنَّ بعيْنِ مُرتَقِبٍ تَبوعِ

كأنَّ متونهنَّ مولياتٍ
عِصِيُّ جناحِ طالبة ٍ لَموعِ

قليلاً ما تريثُ إذا استفادَتْ
غريضَ اللحمَ من ضَرِمٍ جَزُوعِ

فما تنفكُّ بين عويرضاتٍ
تجرُّ برأسِ عِكْرِشَة ٍ زَموعِ

تطاردُ سِيدَ صاراتٍ ويوماً
على خزانِ قاراتِ الجموعِ

ترى قِطعاً من الأحناشِ فيهِ
جماجمهنَّ كالخشلِ النويعِ

أطارَ عقيقَهُ عنهُ نُسالاً
و أدمجَ دمجَ ذي شطنٍ بديعِ