دلمونيات - علي الجلاوي

.. أنتِ
.
ادخلي
في ضلالِ القصيدةِ
أو في السلامِ
فكل الذي لا يُقالُ هو الشعر.
*****
.. أنا
.
قالوا : سمعنا فتىً دلمونياً
يوزّعُ أحلامهُ
حينَ ينسلُّ عن لامكان القصيدة
يدخلُ في حكمةِ الضدِّ
كان فتىً
كلما أضرمته الخصوبةُ
ينزلُ عن بردةِ اللهِ
ملتهباً بالصلاة.
*****
جهات
.
بالشعر أمَّارةٌ
فادخلي
واطمأني بوحي الجنونِ
فأينَ تولي فثمة غيبٌ جليلُ
ندامى
إذا ما دنى السكرُ
وانشق ليلُ
أطلَّتْ نوارسُ مأذنةٍ
كلما شاءَ يأبى
ويبقى هو الشعر.
*****
الخلق
.
كلما أطفأوا شاعراً
أوقدَ اللهُ
كلٌ بحسبِ نبوءتهِ
موغلٌ في النشيدْ
ويترك جثتهُ
لاختمار القصيدة أو ..
لاكتناز الوريدْ.
*****
هو
.
ما غصَّ قُرْباً عن مذابحهِ
وما انثالتْ قصائدهُ على جسدٍ
ولكنْ ..
هاجرتهُ الأرض
فانزاحتْ إلى كتفيهِ
ناصيةُ الغناءْ.
*****
غيب
.
هل يُصلح الحزن ما أفسدتهُ المعاني ؟
بلى :
يُصلح الصمتُ أكثرْ
كان يقولُ
وخبأ فينا اشتعالاً وبعض من الذكرياتِ
ولكن غفلنا !
فعادَ إلى غيبهِ.
******
هي
.
تقولُ:
_وكنتُ أراهُ يزورُ الكلامَ
ويخبو لزاويةٍ مطفأةْ_
بأنَّ الجنودَ
-تراقبُ غفلتهُ بشرودِ محايدةٍ_
/ القطاراتُ
/ من أين حزنكَ
يصحو !
يمدُّ الشتاءَ إلى صدرها
ثم يطفئ حين يقوم بفنجانها التأتأةْ.
******
وقوف
.
لم أقلْ
أني أتيتُ بغير حزنٍ
كان مندَّساً بأضلاعي وطنْ
كلما حاولتُ
تربكني الخطى في داخلي
وحدي
أعاتبُ قاتلي
وإذا اختبئتُ
تحسستْ يدُهُ بصدري صمتَهُ
وإذا اطمأن بأنني أني
مضى في خالهِ.
******
آدم
.
ليس للطين إلا الأغاني
وما اقترف الأنبياء من الشعرِ
ليس لهُ
أن يتوب إلى نفسهِ
واضحاً من خطيئتهِ
ليس أكثر من قدرٍ أو أقلَّ
تكون مرافئه اللابلادْ.
******
حواء
.
لموتٍ
على قدْرِ حقلِكَ
للجرحِ يغسلُ أورادهُ
بصلاةٍ
لبعض النبيينَ
تهبطُ من حزنها للكتابِ
على يتمها تنحني
ويداها تمرُّ على مرفئ الليلِ
تسحب نصل الحكايا
المنامة سيدةٌ
كلما دخلت صمتها
دخل الموتُ في غيِّهِ.
******
تفتُّح
.
تكوّرَ التفّاحُ
وازدادت خصوبة مائهِ
والحقلُ أطلق ساعديهِ
على رخامِ النهرِ
أتلفَ روحهُ
وإذا تمادى
أدرك التفَّاح ملتهب الزبيبْ .
***
بريد
.
ورد المدينة
واختفى في أوجه الماضين
دون بريدهمْ
وهناك تلتقط الدروب قميصها
حيث انشغالٌ
يلعبُ الأدوار عنَّا
ما اكتشفنا قتلنا
وينقِّل المَلِكَ الكسولَ
ببيدقِ السهو الرحيمِ
وما اكتشفنا موتنا
نزقينْ
نخرجُ عن دفاترنا
بماءِ الرعشةِ الأولى.