صرمت سعيدة ُ صرماً نجاثا - عروة بن أذينة

صرمت سعيدة ُ صرماً نجاثا
ومَنَّتْكَ عاجِلَ بَذْلٍ فراثا

وأَصبَحْتَ كالمُسْتَبِيثِ الجوادِ
فينا فأوجعه ما استباثا

كَذِي الكَلْمِ دامَلَهُ ثُمَّ خافَ
منهُ خِلافَ الجُفوفِ انْتِكاثا

وللصُّرمِ هولٌ على ذي الهوى
وإِنْ لَجَّ يدعو إليه احتِثاثا

إذا ذاقه لم يجد راحة ً
تعدَّى ولم يلقَ منهُ غياثا

وعَهدِي بسُعْدَى لها بَهْجَة ٌ
كأُمِّ الأُدَيْغِمِ تَقْرُو بِراثا

تُنَسِّسُهُ وتَرَى أَنَّهُ
صَغيرٌ وقد رشَّحَتْهُ ثَلاثا

خلالَ ظلالِ أراكِ الأميل
تَجْنِي بَريراً وطَوْراً كَباثا

وما ذكرُ سعدى وقد باعدت
وعادَ قُوَى الحبلِ منها رِماثا

لعمري لئن ربع سعدى عفا
بشوظى لقد ضمَّ بضاً دمثا

فبنَّ وفيهنِّ ما لو أقام
أَقْلَلْتُ عَمَّنْ يَبِينُ اكتِراثا

كأن اللقائدَ في جيدها
إلى حيث تعقدُ منها الِّرعاثا

من الدُّرِّ يحفلُ ياقوتهُ
كجمرِ الغضا يتلظّى مجاثا

على ظَبيَة ٍ مُغْزِلٍ أَشرَفَتْ
لخشفٍ لها لم يلحها ارتغاثا

وقد أضْمَنُ السِّرَّ مُسْتَوْدِعاً
يسايل من سال عنه نقاثا

وأطوي الخليلَ على حالة ٍ
إذا ضُمِّنَ السِّرَّ إِلاَّ انقباثا

وضيفٍ خرجتُ إلى صوته
أرِّحبُ لم يرَ منّي التباثا

أَناخَ فعجَّلْتُ حَقَّ القِرَى
وكُنْتُ بهِ لا أُحِبُّ اللَّباثا

ومولى مسيءٌ إلى نفسه
كحاثي التّرابِ عليه انثباتا

يضلُّ عن الرُّشدِ في رأيهِ
ويأبَى إلى الغَيِّ إلاَّ انحِثاثا

أقمت له الزّيغ من رأيه
وبالخَيرِ نحوِي من الشَّرِّ لاثا

وقَومٍ غضابٍ ولم أُشْكِهِمْ
تَغَشَّوْنَني حَسداً وابتِحاثا

ويهدونَ لي منهمُ غيبة َ
تُعَضِّلُ دُوني عُوجاً رِثاثا

أمُرُّ فيغْضُونَ من ظِنَّتي
كأنَّهُم يُكْلِحونَ الكَراثا

وتُعْطِي المحاولَ تحمِيلَهُمْ
خَلائِقَ منهم لِئاماً خِباثا

لهم مجلسٌ يهجرون التّقى
وَيَنْتَجِثونَ القَبِيحَ انتِجاثا

إذا أصبحوا لم يقولوا الخنا
ولم يأكلوا الناس أضحوا غراثا

تَجاوَزْتُ عن جَهْلِهِمْ رَغْبَة ً
وهُمْ يَعْرِضونَ لُحوماً غِثاثا

ولو شِئْتُ نَحَّيْتُ عِيدانَهُمْ
عن النَّبْعِ لم يَكُ صُمَّ اعتِلاثا

ولكن نرى الحلم فضلاً ولا
نُحاوِلُ قَطْعَ الأُصُولِ اجتِثاثا

ونزَّلتهم قدرَ أحسابهم
مَوالِيَ كانوا لَنا أَو تُراثا

نكون لهم خطراً مثلهم
ومن شاءَ خارَ بقولٍ وهاثا

إذا كان ليثُ الشَّرى ثعلباً
وأصبح صقرٌ عتيقٌ بغاثا

أعُدُّ أُسامَة ً أَو ذا الشِّياح
بلعاءَ في رهطهم أو قباثا

أُلاكَ بنو الحَرْبِ مَشْبُوبَة ً
تَجُرُّ الدِّماءَ وتُلْغِي المغاثا

صَناديدُ غُلْبٌ كأُسْدِ الغَرِيفِ
خَضْماً وهَضْماً وضَغْماً ضِباثا

ولسنا كمن ينثني صدقهُ
كأَنَّ العَدوَّ بهِ المِلْحَ ماثا

تُطِيعُ إذا النُّصْحُ يوماً بدا
وتَأْبَى مِراراً فَتَعْصِي حِناثا