أياعين بكي توبة ابن حمير - ليلى الأخيلية

أياعين بكي توبة ابن حمير
بسح كفيض الجدول المتفجرِ

لتبك عليه من خفاجة نسوة
بمَاء شؤونِ العَبْرة المُتَحَدِّرِ

سَمِعْنَ بَهْيجَا أرهقَتْ فذكَرْنَه
ولا يَبْعَثُ الأحزانَ مِثلُ التَّذَكُّرِ

كأن فتى الفتيان توبة لم يسر
بنَجْدٍ ولم يَطْلُعْ مع المُتَغوِّرِ

ولم يَرِدِ المَاء السِّدامَ إذا بَدَا
سنا الصبح في بادي الحواشي منورِ

ولم يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأال
جفان سديفاً يوم نكباء صرصرِ

ولم يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها
بسرة بين الأشمسات فايصرِ

وصَحْراءَ مَوْماة ٍ يَحارُ بها القَطَا
قطعت على هول الجنان بمنسرِ

يقودون قبا كالسراحين لاحها
سُرَاهُمْ وسَيْرُ الراكبِ المُتَهَجِّرِ

فلما بدت أرض العدو سقيتها
مجاج بقيات المزاد المقيرِ

ولما أهابوا بالنهاب حويتها
بخاظِى البَضيعِ كَرُّه غيرُ أعْسَرِ

ممر ككر الأندري مثابر
إذا ما وَنَيْنَ مُهْلِبِ الشَّد مُحْضِرِ

فألوت باعناق طوار وراعها
صلاصل بيض سابغ وسنورِ

ألم تر أن العبد يقتل ربه
فيظهر جد العبد من غير مظهرِ

قَتَلْتُمْ فتى لا يُسْقِطُ الرَّوع رُمْحَه
إذا الخيلُ جالَتْ في قَناً متكسِّرِ

فيا توب للهيجا وياتوب للندى
ويا توب للمستنبح المتنورِ

ألا رب مكروب أجبت ونائل
بذلت ومعروف لديك ومنكرِ