خلتْ بعدنا منْ آل ليلى المصانعُ - مروان ابن أبي حفصة

خلتْ بعدنا منْ آل ليلى المصانعُ
وَهَاجَتْ لنا الشَّوْقَ الدِّيَارُ البَلاَقِعُ

أبيتُ وجنتي لا يلائمُ مضجعاً
إذا ما اطْمَأنَّتْ بالجُنُوبِ المَضَاجِعُ

أتَاني مِنَ المَهْدِيِّ قَوْلٌ كأنَّما
به احتز أنفي مدمن الضعن جادعُ

وَقُلْتُ وَقَدْ خِفْتُ التي لا شوى ً لها
بِلاَ حَدَثٍ: إنِّي إلَى الله رَاجعُ

ومالي إلى الهدي لو كنت مذنباً
سوى حلمه الصافي من الناس شافعُ

وَلاَ هُوَ عِنْدَ السُّخْطِ منه ولا الرِّضَا
بغير الذي يرضى به لي صانعُ

عليه من التوى رداءٌ يكنهٌ
وللحق نورٌ بين عينيهٍ ساطعُ

يغضنُّ له طرف العيون وطرفه
على غَيْرِهِ مِنْ خَشْيَة ِ الله خَاشِعُ

هَل البَابُ مُفْضٍ بي إليك ابنَ هاشم
فعذري إن أفضى بي الباب ناصع

أتيتُ ضباب العدم عنه وراشه
وأنْهَضَهُ مَعْرُوفُكَ المُتَتَابعُ

فَقُلْتُ وَزيرٌ نَاصِحٌ قَدْ تَتَابَعَتْ
عليه بإنعام الإمام الصتائع

وَمَا كَانَ لي إلاَّ إليْكَ ذَرِيعَة ٌ
وما مَلِكٌ إلاَّ إليه الذَّرَائِعُ

وإنْ كَانَ مَطْويّاً عَلى الغَدْرِ كَشْحُهُ
فَلَمْ أدْرِ مِنْهُ ما تُجنُّ الأضَالِعُ

وَقُلْ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ يَعْقُوبَ يوسُفُ
لأخوانه قولاً له القلب نائع

تَنَفَّسْ فَلا تَثرِيبَ إنَّكَ آمِنٌ
وإنِّي لَكَ المَعْرُوفَ والقَدْرَ جَامِعُ

فما الناسُ إلا ناظرٌ متشوفٌ
إلى كا ما تسدي إلي وسامعُ