وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ - يزيد بن معاوية

وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبـا
رواعف بالجـاديِّ سـودِ المَدَامـعِ

سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَـا نُمْـنَ نَومَـةً
مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَيـن فَوقَ المضَاجـعِ

أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَـةِ رَاجـعٌ
مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجـعِ ؟

قَنعْتُ بـزورٍ مِـنْ خَيـالٍ بعثْنَـهُ
وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُـمُ غَيـر قانِـعِ

إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظـرةً
تُطفِّي جَوىً بين الحَشَـا والأضالـعِ

تَقُول نساء الحـيِّ : تَطمعُ أَنْ تَـرَى
مَحَاسِنَ لَيلَى ؟ مُتْ بِـداءِ المطَامـعِ

وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعيـنٍ تَرَى بِهَـا
سِوَاهَـا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَـا بالمَدَامـعِ

وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَـدْ جَـرَى
حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِـعِ

أُجِلُّكِ يَا لَيلَـى عَنْ العَيـنِ ، إِنَّمَـا
أَرَاكِ بِقَلـبٍ خَاشِـعٍ لَكِ خَاضِـعِ

وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيـتُ ، بِذَائِـعِ
وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَـاءَتْ بِضَائِـعِ