أَمن آل سلمى ذا الخيال المؤرق - زهير بن جَناب الكلبي

أَمِن آلِ سَلمى ذا الخَيالُ المُؤَرِّقُ
وَقَد يَمِقُ الطَيفَ الطَرَوبُ المُشَوَّقُ

وَأَنّى اِهتَدَت سَلمى وَسائِلَ بَينَنا
وَما دونَها مِن مَهمَةِ الأَرضِ يَخفُقُ

فَلَم تَرَ إِلّا هاجِعاً عِندَ حُرَّةٍ
عَلى ظَهرِها كورٌ عَتيقٌ وَنُمرُقُ

فَلَمّا رَأَتني وَالطَليحَ تَبَسَّمَت
كَما اِنكلَّ أَعلى عارِضٍ يَتَأَلَّقُ

فَحَيّاكَ وَدٌّ زَوِّدينا تَحِيَّةً
لَعَلَّ بِها عانٍ مِنَ الكَبلِ يُطلَقُ

فَرَدَّت سَلاماً ثُمَّ وَلَّت بِحَلفَةٍ
وَنَحنُ لَعَمري يا اِبنَةَ الخَيرِ أَشوَقُ

فَيا طيبَ ما رَيّا وَيا حُسنَ مَنظَرٍ
لَهَوتُ بِهِ لَو اِنَّ رُؤياكَ تَصدُقُ

وَيَوماً بِأَبلِيٍّ عَرَفَتُ رُسومَها
وَقَلتُ عَلَيها وَالدُموعُ تَرَقرَقُ

فَكادَت تُبينُ الوَحيَ لَمّا سَأَلتُها
فَتُخبِرُنا لَو كانَتِ الدارُ تَنطِقُ

فَيا رَسمَ سَلمى هِجتَ لِلعَينِ عَبرَةً
وَحُزناً سَقاكَ الوابِلُ المُتَبَعِّقُ

أَلَم تَذكُري إِذ عَيشُنا بِكِ صالِحٌ
وَإِذ أَهلُنا وُدٌّ وَلَم يَتَفَرَّقوا

لَمّا اِعتَلَيتُ الهَمَّ عَدَّيتُ جَسرَةً
زِوِرَّةً أَسفارٍ تَخُبُّ وَتُعنِقُ

جُمالِيَّةً أَمّا السَنامُ فَتامِكٌ
وَأَمّا مَكانُ الرِدفِ مِنها فَمُحنَقُ

شُوَيكِيَّةَ النابَينِ لَم يَغذُ دَرُّها
فَصِلاً وَلَم يَحمِل عَلَيها مُوَسِّقُ

إِذا قُلتُ عاجِ جَلَّحَت مُشمَعِلَّةً
كَما اِرمَدَّ أَدفى ذو جَناحَينِ نِقنِقُ

أَبى قَومُنا أَن يَقبَلوا الحَقَّ فَاِنتَهوا
إِلَيهِ وَأَنيابٌ مِنَ الحَربِ تَحرُقُ

فَجاؤوا إِلى رَجراجَةٍ مُكفَهِرَّةٍ
يَكادُ المُرَنّى نَحوَها الطَرفَ يَصعَقُ

دُروعٌ وَأَرماحٌ بِأَيدي أَعِزَّةٍ
وَمَوضونَةٌ مَمّا أَفادَ مُحَرِّقُ

وَخَيلٍ قَد جَعَلناها دَخيلَ كَرامَةٍ
عَتاداً لِيَومِ الحَربِ تُحفى وَتُغبَقُ

فَما بَرِحوا حَتّى تَرَكنا رَئيسَهُم
تَعَفَّرَ فيهِ المَضرَحِيُّ المُذَلَّقُ

فَكائِن تَرى مِن ماجِدٍ وَاِبنِ ماجِدٍ
بِهِ طَعنَةٌ نَجلاءُ لِلوَجهِ تَشهَقُ

فَلا غَروَ إِلّا يَومَ جاءَت عَطينَةٌ
لَيَستَلِبوا نَسوانَنا ثُمَّ يَعنِقوا

مَوالي يَمينٍ لاَمَوالي عَتاقَةٍ
أُشابةُ حَيٍّ لَيسَ فيهِم مُوَفَّقُ