وجه أمي - رياض بن يوسف

أماه معذرة.. قد لزَّني الضجر
وقد تبطنني.. الصبّا ر.. والصبِر

أماه معذرة.. قد خانني حلمي
وقد تكدر في أغصانه.. الثمر

أماه معذرة.. فالدرب آلمني
ومزّق الخطوَ مني الشوك.. والحفر

أماه معذرة.. إن المدى ظُلَمٌ
فقد توسده.. هذا الورى.. البقر

ماذا أغني.. وقد ضيعتُ حنجرتي
وقد تقطعت الآهات.. والوتر؟

ماذا أحوك سوى أسمال قافية
لجَّ الدجى في رؤاها.. غامت الصور؟!

لانور يسعفني.. إلاكِ يا ألقا
من مقلتيه همى.. في خلوتي الشجر

لانور غيرك.. في أضواء زيفهمُ
تبْكي على كتفيه.. الشمس والقمر

أماه معذرة..فالله يشهد لي
لمْ أنس.. هل يتناسى غيمَهُ المطر؟!

هل يترك السمك الفضي..موطنه؟
هل يهجر النهرُ مجراه.. وينتحر؟!

أماه! لازلتِ ينبوعا.. يُغَسِّلني
لا زال من ديمتيْكِ الماء..ينهمر

لازلتُ طفلا صغيرا مُمْحِلا ويدي
جدباءُ تبكي وتستجدي.. وتعتذر

أماه معذرة.. بل ألف معذرة
جف اليراع.. وقلبي قلْبُهُ سقرُ!

ضمي ارتعاشي وضمي وجه معذرتي
لينْتهي.. في مدى أحضانك السفرُ!