هل لا يُهيّج شوقك الطَّللُ - عمرو بن قميئة

هل لا يُهيّج شوقك الطَّللُ
أم لا يفرطُ شيخكَ الغزلُ

أمْ ذا القَطِين أصاب مقتله
منه وخانوه إذا احتملوا

ورأيت ظعهُمُ مقفية ً
تعلو المخارم سيرها رملُ

قَنأَ العُهُون على حواملها
وعلى الرُّهَاوِياتِ، والكللُ

وكأنَّ غِزلان الصَّريمِ بها
تحتَ الخدورِ يظلهاَ الظُّلَلُ

تامت فؤادك يوم بينهمِ
عند التفرق ظبية عُطُل

شَنِفتْ إلى رشأ تُربّبهُ
وَلَهَا بذاتِ الحاذِ معْتَزَلُ

ظلٌّ إذا ضحِيت ومرتَقَبٌ
كيلا يكون لليلها دَغَلُ

فسقى منازلها وحلتها
قردُ الرَّبَابِ لِصَوتِهِ زجلُ

أبدى محاسنهُ لناظرهِ
ذاتَ العِشاء مُهَلّب خَضِلُ

مُتحلّب تهوي الجَنوبُ به
فتكادُ تعدلُهُ وينجَفِلُ

وَضَعت لدى الأصناعِ ضاحية ً
فَوَهى السُّيوب، وحُطّتِ العِجَلُ

فسقى امرأ القيس بن ....
م الأكرَمينَ لذكرهِمْ نَبَلُ

كم طعنة ٍ لكَ غير طائشة ٍ
ما أن يكونُ لجُرحها خَلَلُ

فطعتها، وضربت ثانية ً
أخرى ، وتنزلُ إنْ هُمُ نزلوا

يَهَبُ المخاضَ على غواربها
زَبَدُ الفحول مَعَانُهَا بقلُ

وعِشارها بعد المخاض وقد
صافتْ وعمَّ رِباعها النَّفَل

وإذا المُجزى حان مشربة ُ
عند المصيفِ وسَرّهُ النَّهَلُ

رَشْفُ الذّناب على جَمَاجمها
ما إِن يكونُ لحوضها سَمَلُ