أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوبِ - قيس بن الخطيم

أنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَرُوبِ
وتُقرِّبُ الأحلامُ غيرَ قَرِيبِ

ما تَمْنَعِي يَقْظَى فقد تُؤْتِينَهُ
في النّوْمِ غيرَ مُصَرَّدٍ مَحْسُوبِ

كان المُنَى بِلِقَائِهَا فَلَقِيتُها
فَلَهَوْتُ مِن لَهْوِ امرىء مكْذوبِ

فرَأيْتُ مثْل الشّمْسِ عندَ طُلوعهِا
في الحُسْنِ أو كَدُنُوّها لِغُروبِ

صَفْراءُ أعْجَلَها الشّبَابُ لِدَاتِها
مَوْسُومة ٌ بالحُسْنِ غيرُ قَطوبِ

تخطوُ على بردتينِ غذاهما
غدقَ بساحة ٍ حائرٍ يعبوبِ

تنكل عن حمش اللثات كأنه
برد جلته الشمس في شؤبوب

كشقيقة السيراء أو كغمامة
بَحْرِيّة ٍ في عارضٍ مَجْنوبِ

أبَني دُحَيٍّ، والخَنا مِنْ شأنكمْ
أنّى يَكونُ الفَخْرُ للمَغْلوبِ

وكأنهم في الحرب إذ تعلوهم
غَنَمٌ تُعَبِّطُها غُوَاة ُ شُرُوبِ

إن الفضاء لنا فلا تمشوا به
أبداً بِعَالِيَة ٍ ولا بِذَنُوبِ

وتفَقّدُوا تِسْعِين مِنْ سَرَوَاتِكُمْ
أشْباهَ نَخْلٍ صُرّعَتْ لِجُنوبِ

وسَلوا صَرِيحَ الكاهِنَيْنِ ومالكاً
عن من لكم من دارع ونجيب