أعـاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ، - أبو نواس

أعـاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ،
و لا عِـرْضي لأوّلِ من يسومُ

يُفَـضّـلني على الفتيانِ إنّي
أبِيتُ فَلا أُلامُ، وَلا أُليمُ

أعاذِلَ إنْ يكُنْ بُرْدايَ رَثّـاً ،
فلا يعْـدَمْكِ بينهما كريمُ

شُـقِـقْتُ من الصّبا ، واشْتُقَّ منّي
كما اشْتُقّتْ من الكرمِ الكرومُ

فلستُ أسَوّفُ اللّـذّاتِ نفسي ،
مُياوَمَة ً كَما دُفِعَ الغَريمُ

ولا بمُدافعٍ بالكَأسِ حتى
يُهَيّجُني على الطّرَبِ النديمُ

ومتّـصـلٍ بأسبابِ المعالي ،
لهُ في كلّ مكْرُمَة ٍ قَديمُ

رفَـعْتَ له النـداءَ : بِقُـمْ ، فخذْها ،
وقد أخَذَتْ مطالعَها النّجومُ

بتَفدِيَة ٍ تُذالُ النّفْسُ فيها،
وتمْـتَهَـنُ الخُؤولَـة ُ والعُمـومُ

فقامَ، وقُمتُ من أخَوَينِ هاجا،
على طَرَبٍ ، وليْلُهما بهيمُ

أجُـرُّ الزّقّ ، وهو يجُرُّ رِجْلاً ،
يجورُ بها النّعاسُ ، ويستقيـمُ

سَلِ النّدْمانَ ما أوْلَتْهُ مِنها،
وسَلْها ما احتَوَى منها الكَريمُ

كِلا الشّخصَينِ منتَصفٌ، ولكنْ
قضَتْ وَطَراً، وذا منها سَقيمُ