أدنى اشتِياقِي أنْ أبِيتَ عَليلا - ابن الخياط

أدنى اشتِياقِي أنْ أبِيتَ عَليلا
وأقلُّ وجدِي أنْ أذُوبَ نحولا

كمْ أكتُمُ الشوقَ المُبرحَ والهوى
وكَفى بدمعِي والسقامِ دليلا

فاليومَ قدْ أمضى الصدودُ تلدُّدِي
وأعادَ حَدَّ تَجَلُّدِي مَفْلُولا

أشْكُو فينصدِعُ الصفا ليَ رقَّة ً
لوْ كانَ يرحَمُ قاتِلٌ مقْتُولا

وأذِلُّ منْ كمدٍ وفرطِ صبابَة ٍ
والحُبُّ ما تركَ العزيزَ ذليلا

يا لَيْتَنِي إذْ خانَ مَنْ أحْبَبْتُهُ
يوماً وجدتُ إلى السُّلُوِّ سَبيلا

ما لِي شُغِلْتُ بِحُبِّ مَنْ لا يَنْثَنِي
كَلِفاً بِغَيرِ مُحِبِّهِ مَشغُولا

ما لِي أرى بردَ الشرابِ مُعرَّضاً
فأُذادُ عَنهُ وَما شَفَيْتُ غَلِيلا

مَنْ مُسعِدِي مَنْ عاذِلِي مَنْ راحِمِي
مَنْ ذا يُعِينُ مُتَيَّماً مَخْبُولا

يا عاذِلِي أرأيتَ مغلُوبَ الحَشا
يَعْصِي الصَّبابة َ أوْ يُطِيعُ عَذُولا

لَوْ كُنْتَ تعْلَمُ ما لَقِيتُ مِنَ الهَوى
لوَجَدْتِني لِلنّائِباتِ حَمُولا

ما لِي عَلى صَرْفِ الحَوادِثِ مُسْعِدٌ
إلاّ رَجاءُ سماحِ إسماعيلا

الماجدُ الغَمْرُ الأبيُّ الأوحَدَ الـ
ـبرُّ الوَفِيُّ الباذِلُ المأمولا

منْ لا يرى أنَّ الجوادَ بمالِهِ
منْ لا يكُونُ على العلاءِ بخيلا

الجاعِلُ الفِعلَ الجَميلَ ذَرِيعَة ً
إبَداً إلى حَمدِ الورى وَوَسِيلا

منْ لا يعُدُّ البحرَ نهلَة َ شارِبٍ
يوماً ولا الخطْبَ الجليلَ جليلا

قَدْ نالَ مِنْ شَرَفِ الفِعالِ ذَخِيرَة ً
تَبْقَى إذا كادَ الزَّمانُ يَزُولا

وکسْتَخْلَصَ الحَمْدَ الجَزِيلَ لِنَفسهِ
فَحْواهُ واتَّخَذَ السَّماحَ خَلِيلا

ما إنْ تراهُ الدَّهْرَ إلاّ قائِلاً
لِلْمَكرُماتِ الباهِراتِ فَعُولا

إنْ سِيلَ عندَ الجُودِ كانَ غمامَة ً
أوْ عُدَّ يَوْمَ البأسِ كانَ قَبِيلا

همماً تَطُولُ بحزمِهِ وعزائِما
بُتْكاً كما اخْتَرَط الكُماة ُ نُصُولا

ومناقباً لا يأْتَلينَ طوالِعاً
أبداً إذا هوَتِ النجومُ أُفُولا

وإلى وَجيهِ الدَّولَة ِ ابنِ رَشيدِها
حمداً كنائِلِهِ الجزِيلِ جِزِيلا

مِنْ مَعْشَرٍ كانُوا لأُمّاتِ العِلى
أبداً فحُولاً أنْجَبَتْ وَبُعُولا

الباهِرينَ فضائِلاً والغامِرِيـ
ـنَ نَوافِلاً والطَّيِّبينَ أصُولا

يکبْنَ المُحَسِّنِ طالَ ما أحْسَنْتِ بِي
كَرَماً يَبِيتُ مِنَ الزَّمانِ مُدِيلا

إنْ كانَ يَقْصُرُ عَنْكَ ثَوْبُ مَدائِحي
فلقدْ يكونُ على سواكَ طَويلا

مَنْ ذَا يَقُومُ بِشُكْرِ ما أوْلَيْتَهُ
حمَّلْتَنِي منّاً عليَّ ثَقيلا

فلأشكرنكَ ما تَغنّى تائقٌ
طَرِبٌ وما دَعَتِ الحمامُ هدِيلا

ولأمنحنَّكَ منْ ثنائِي مقولاً
ما كانَ قبلكَ في الزمانِ مَقُولا

لا تَسْقِنِي إلاّ بِكَفِّكَ إنَّما
خيرُ السَّحائِبِ ما يَبِيتُ هَمُولا

قَدْ آمَنَتْكَ المَكْرُماتُ الغُرُّ أنْ
أُمْسِي لِغَيرِكَ عافِياً وَنَزِيلا

حاشا لنائِلِكَ الذي عودْتَني
منْ أنْ أرى لكَ مُشْبِهاً ومثيلا

هَبْ لِي نَصِيباً مِنْ شَمائِلَكَ الَّتِي
لَوْ كُنَّ مَشْروباً لكنَّ شَمُولا

وکسْلَمْ على الأيّامِ تَكْبِتُ حاسِداً
وتُذِلُّ أعداءً وتَبلُغُ سُولا