أيّامِ دَهْرِكَ كُلُّها أعْيادُ - ابن الخياط

أيّامِ دَهْرِكَ كُلُّها أعْيادُ
أبَداً عَلَيْكَ بِما تَشاءُ تُعادُ

لا يَدْعُوَنَّكَ بِالجَوادِ مُقَصِّرٌ
وأقلُّ حَقِّكَ أنْ يُقالَ جَوادُ

ولئنْ غدوتَ الفردَ في نيلِ العُلى
والمَجْدِ فالقَمَرُ المُنِيرُ فُرادُ

وأمَا وجودِكَ يا سعيدُ فإنَّهُ
ذُخْرٌ لِكُلِّ مَؤَمِّلٍ وَعَتادُ

لَقَدِ کسْتَفادَ بِكَ الزَّمانُ فَضِيلَة ً
ما خَالَها أبَدَ الزَّمانِ تُفادُ

كمْ منْ يدٍ لكَ قد وسمْتَ بعهدِها
جُوداً كما وسَمَ الرياضَ عِهادُ

أوْلَيْتَنِي نِعَماً أقَلُّ ثَنائِها
بينِي وبينَ الفكْرِ فيهِ جِهادُ

كلَّفْتَنِي بِنَداكَ عَدَّ مَناقِبٍ
يَفْنى الثَّناءُ وما لَهُنَّ نَفادُ

فبعطْفِكَ الإنجاءُ والإنجادُ لِي
وبكفِّكَ الإسعافُ والإسعادُ

لا زالَ ربعُكَ للمطالِبِ مربعاً
يَحْيى بهِ الوُرّادُ والرُّوّادُ

وَبَقِيت ما بَقِيَ الرَّجاءُ فإنَّهُ
جِسْمٌ وَنائِلُكَ الجَزِيلُ فُؤادُ