ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني - ابن الخياط

ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني
ألا كَريمٌ على الأيامِ يُعْدِيني

مضى الكِرامُ وقَدْ خُلِّفْتُ بعدَهُمُ
اشكو الزّمانَ إلى مَنْ ليسَ يُشكينِي

كمْ أستفيدُ أخاً برّاً فيعجِزُنِي
وأبْتَغِي ماجِداً مَحْضاً فيُعْييني

أرجُو السَّماحَة َ مِمَّنْ ليسَ يُسعِفُني
وأبْتغِي الرِّفدَ مِمَّنْ لا يُواسيِني

لوْ كنتُ أقدِرُ والأقدارُ غالبَة ٌ
لبِعْتُ فَضْلِي بِحَظِّي غيرَ مغْبونِ

لوْ كانَ في الفضْلِ منْ خيرٍ لصاحِبهِ
لكانَ فَضْلِيَ عَنْ ذِي النَّقْصِ يُغْنِيني

يا هذهِ قدْ أصابَ الدهرُ حاجَتُهُ
مِنِّي فحتّامَ لا ينفكُّ يرمِيني

إنْ كانَ يَجْهَدُ أن أصْلى نوائبَهُ
جمعاً فواحِدَة ٌ منهُنَّ تكْفِيني

كأنَّهُ ليسَ يغْدُو مُرْسِلاً يَدَهُ
بكلِّ نافذة ٍ إلا ليصْميني

سلوْتُ لا مللاً عمَّنْ كلِفْتُ بهِ
وَمِثلُ ما نالَ مِنِّي الدَّهْرُ يُسْلِيني

ما كنتُ أرضى الهوى والوَجْدُ يُنْحِلُنِي
حتّى بُلِيتُ فصارَ الهمُّ يُنْضِيني

مَنْ كانَ ذا أُسْوَة ٍ فِيمَنْ بهِ حَزَنٌ
فاليومَ بي يتأسّى كلُّ محزُونِ