أبا العباسِ عُمِّرتَ - ابن الرومي

أبا العباسِ عُمِّرتَ
صحيحَ الرأي والجسمِ

ولازلتَ من الخيرا
تِ طُرا وافرَ القسمِ

توعَّدتُ بك الدهر
فأعطى بيد السلم

وأعفى بالتي أهوى
وباعَ الجهل بالحلم

فيا بابي إلى المال
ويا بابي إلى العلم

أدِمْ عزمك في أمري
على ماكان في القِدم

فما في عودتي يوما
إلى فضلكَ من إثم

وما الحكرة ُ بالحِل
ولا المِسكة ُ بالحِرم

كفافُ العيش كالعرس
وفضلُ العيشِ كالحلم

وما للكهل والفضل
إذا عضَّ على جِذم

وزادت قوة ُ الرأي
وبادتْ قوة ُ الجُرم

كفى مثلي كفى مثلي
من الهجمة ِ بالصّرم

بلى أبكي لأن أصبح
تُ من قدريَ في هِدم

ولي ظرفٌ ولي رأيٌ
وثيقٌ كعُرا العِكم

أترضى أن ترى الدهر
وما نوَّه لي باسم

وفي لطفك طلَسمٌ
بحالي أيُّ طِلسم