حب وهجر على جسمٍ به سقمٌ - ابن الزيات

حُبٌّ وَهَجرٌ عَلى جِسمٍ بِهِ سَقَمٌ
العَيشُ عَن ذا سريعاً سَوفَ يَنصَرِمُ

حَياةُ ذا مَوتُهُ وَالمَوتُ عيشَتُهُ
ما خَيرُ عَيشٍ إِذا ما زالَتِ النِّعَمُ

أَرى المُحِبّينَ قَد طالَ البَلاءُ بِهِم
حَتَّى كَأَنَّ هَواهُم فيهُم نِقَمُ

عَرَفتُ ذلِكَ في نَفسي وَعِلَّتُهُم
قَد يرحَمونَ وَلَم أرحم كما رحموا

جاءَ الكِتابُ بِما قَد كُنتُ أَحذره
يا وَيلَتا لِيَ مِمَّا سَطر القَلَمُ

قالَت تَحَقَّق ما كُنّا نُزَنُّ بِهِ
فَالنَّارُ بَينَ ذَوي الأَضغانِ تضطرِمُ

إِلَيكَ عَنّي فَإِنَّ القَومَ قَد نَذَروا
أَن يَقتُلوكَ أَلا فَاسلَم وَلا سَلِموا

لَولا مَخافَةُ أَن يَشجى بقيلهُم
لما تَفَوَّهَ مِنهُم بِالوَعيدِ فَمُ

لا كُنت إِن عاقَني عَن أَن أَزورَكُم
وَكُلُّهُم شاهِدٌ خَوفٌ لما زَعَموا