سلام على الدارِ التي لا أزورها - ابن الزيات

سَلامٌ عَلى الدّارِ الَّتي لا أَزورُها
وَإِن حَلَّها شَخصٌ إِلَيَّ حَبيبُ

وَإِن حَجَبَت عَن ناظِرَيَّ سُتورُها
هَوىً تَحسُن الدُّنيا بِهِ وَتَطيبُ

هَوىً تَحسُنُ اللَّذاتُ عِندَ حُضورِهِ
وَتَسخُنُ عَينُ اللَّهوِ حِينَ يَغيبُ

تَثَنى بِهِ الأَعطافُ حَتّى كَأَنَّهُ
إِذا اِهتَزَّ مِن تَحتِ الثِّيابِ قَضيبُ

رَضيتُ بِسَعي الوَهْمِ بَيني وَبَينها
وَإِن لَم يَكُن لِلعَينِ فيهِ نَصيبُ

مَخافَةَ أَن تُغرَى بِنا أَلسُنُ العِدا
وَيَطمَعُ فينا عائِب فَيَعيبُ

كَأَنَّ مَجالَ الطَّرفِ مِن كُلِّ ناظِرٍ
عَلى حَرَكاتِ العاشِقينَ رَقيبُ