عديا عن ملاميا - ابن الزيات

عَدِّيا عَن مَلامِيا
وَأَقِلَّا عِتابِيا

وَاِعذُرا إِن رَأَيتُما
ضاحِكَ السِنِّ باكِيا

قَد تَخَلّى مِنَ النَّدِي
مِ وَمَلَّ التَّصابِيا

كَيفَ أَصبو وَقَد مَضى
ما مَضى مِن شَبابِيا

وَرَأَيتُ المَشيبَ أَل
قى بِرَأسي المَراسِيا

وَاِنقَضَت شرَّتي وَفَل
لَ زَماني شَباتِيا

وَتَفَرَّدتُ حَجرَةً
موحِشاً مِن صَحابِيا

وَدَعاني إِلى النُّهى
فَأَجَبتُ المُنادِيا

داعِي الشَّيب إِن دَعا
قُلتُ لَبَّيكَ داعِيا

نَهجُ الرُّشدِ لي وَأَب
دَى لِعَيني المَساوِيا

فَتَجلَّى الغِطاءُ عَنْ
نِي وَأَبصَرت شانِيا

بَعدَ أَن عِشتُ أَعصُراً
أسدل الذَّيل غاوِيا

* * *

يا خَليلَيَّ أَنصِتا
وَأَجيبا دعائِيا

وَاصدقاني هُديتُما
إِنَّ في الصِّدقِ شافِيا

هَل يَزورُ الغَوانِيا
مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا

أَو تغنى بِغادَةٍ
مِثل سُعدى الأَغانِيا

أَو يُرى كُلَّما خَلا
يَتَمَنَّى الأَمانِيا

يَتَمَنّى بِأَن يَحو
ر مجاري زَمانِيا

قَبل أَن أَلبَسَ البَيا
ضَ وَأَلقى سَوادِيا

وَأَرى في قَوادِمي
صَلَعاً قَد بَدا لِيا

* * *

لَيتَ شِعري فَدَتكَ نَف
سي وَأَهلي وَمالِيا

أَيَّ شَيءٍ وَقَد جَمَعتُ
صِفاتي كَما هِيا

وَتَجَلبَبتَ حلَّةً
سَملَةً مِن لِباسِيا

تَرتَجيهِ لَدى الغَوا
نِيِّ لا زلت غانِيا

إِنَّ في دونِ ما رَما
نابه الدَهرُ كافِيا

فَزعِ النَّفس إِن صَبَت
وَاِعصِبَنها بَراسِيا