شجاني صائح يدعو ببينٍ - ابن الزيات

شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ
وَأَرَّقَني بُكاءُ الباكِيينِ

وَناحَ الطّائِرانِ فَهَيَّجاني
وَشَوَّقَني بُكاءُ الطايِرينِ

بَكَيتُ فَأَسعَداني حينَ ناحا
فَلَم أَرَ مِثلَ ذَينكَ مُسعِدَينِ

كَأَنَّهُما أَرادا أَن يهيجا
هَوايَ فَأَبكَيا قَلبي وَعَيني

أَطَلتَ مَلامَتي يا صاحِ جَهلاً
وَبَعضُ اللَّومِ شَينٌ غَيرُ زَينِ

وَلَو كُنتَ العَليم بِما أَلاقي
عَطِفتَ عَلَيَّ عَطفَ الوالِدَينِ

حُرِمتُ نَوالَها مِن غَيرِ ذَنب
سِوى كَذِبٍ رُميتُ بِهِ وَمَينِ

إِذا سُمِعَت مَقالاتُ الأَعادي
فَذاكَ فَسادُ بَينَ العاشِقينِ

عَلَيكَ مواعِدٌ أَقسَمتُ إِلَّا
وَفَيتَ بِهِنَّ لي وَقَضَيتَ دَيني