صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا - ابن الفارض

صدُّ حمى ظمئي لماكَ لماذا
وهَوَاكَ، قَلبي صارَ مِنهُ جُذاذا

إن كان في تَلَفي رِضَاكَ، صبَابَة ً،
ولكَ البقاءُ وجدتُ فيهِ لذاذا

كبدي سلبت صحيحة ً فامننْ على
رمقي بها ممنونة ً أفلاذا

يارامياً يرمى بسهمِ لحاظهِ
عَنْ قَوْسِ حاجِبِهِ، الحشَا إِنْفاذا

أنّى هجَرتَ لِهُجْرِ واشٍ بي، كَمَن
في لَومِهِ لُؤمٌ حَكَاهُ، فَهاذَى

وعلى َّ فيكَ منِ اعتدى في حجرهِ
فقد اغتدى في حجرهِ ملاذا

غيرَ السُّلوِّ تجدهُ عندي لائمي
عمَّنْ حوى حسنَ الورى استحواذا

ياما أميلحهُ رشاً فيهِ حلا
تبديلهُ جالي الحلي بذَّاذا

أضْحى بِإحسانٍ وَحُسْنٍ مُعْطِياً
لِنَفائسٍ، وَلأنْفُسٍ أخّاذا

سَيفاًتَسِلُّ، على الفَؤادِ، جُفونُهُ،
وأرى الفتورَ لهُ بها شحَّاذا

فتكاً بنا يزدادُ منهُ مصوِّراً
قتْلي مساورَ في بني يزداذا

لاغَرْوَ أنْ تَخْذ العِذَار حَمائِلاً،
إذْ ظلَّ فتاكاً بهِ وقَّاذا

وبطرفه سحرٌ لوْ ابصرَ فعلهُ
هاروتُ كانَ لهُ بهِ أستاذا

تَهذي بهذا البَدْرِ، في جَوِّ السَّما،
خلِّ افتراكَ فذاكَ خلِّي لأذا

عَنَتِ الغَزالَة ُ والغَزالُ لِوجْهِهِ،
متلفِّتاً وبهِ عياذاً لاذا

أربتْ لطافتهُ على نشرِ الصِّبا
وَأبَتْ تَرَافَتُهُ التَّقَمّصَ لاذا

وشكتْ بضاضة ُ خدِّهِ منْ وردهِ
وحَكَتْ فَظاظَة ُ قَلْبِهِ الفولاذا

عمَّ اشتعالاً خالُ وجنتهِ أخا
شُغْلٍ به، وجْداً، أبَى استِنْقاذا

خَصِرُ اللّمى ، عذبُ المقَبَّلِ بُكْرَة ً،
قبلَ السّواكِ، المِسْكَ سادَ، وشاذى

من فيهِ والألحاظِ سكرى بلْ أرى
في كلّ جارِحة ٍ به، نَبّاذا

نَطَقَتْ مَناطقُ خَصرِهِ خَتْماً، إذا
صَمْتُ الخوَاتِمِ، للخناصِرِ، آذى

رقّتْ وَدَقّ، فناسَبَتْ منّي النّسيـ
بَ وذاكِ معناهُ استجادَ فحاذى

كالغُصْنِ قدّاً، والصّباحِ صَباحَة ً،
والَّليلِ فرعاً منهُ حاذا الحاذا

حبِّيهِ علمني التنسُّكَ إذْ حكى
متعفِّفاً فرقَ المعادِ معاذا

فَجَعَلْتُ خَلْعي للْعِذارِ لِثامَهُ،
إذ كانَ، مِن لثْمِ العِذارِ، مُعاذا

وَلَنا بِخَيْفِ مِنًى عُرَيْبٌ، دونَهُمْ
حَتْفُ المُنى ، عادى لِصَبٍّ عاذا

وبجزعِ ذيَّاكَ الحمى ظبيٌ حمى
بِظُبَى اللّواحِظِ، إذ أحَاذَ، إخاذا

هي أدمعُ العشَّاقِ جاد وليُّها الـْ
وادي، ووالى جُودُها الألْواذا

كمْ منْ فقيرٍ ثمَّ لا منْ جعفرٍ
وافى الأجارعَ سائلاً شحَّاذا

من قبْلِ ما فَرَقَ الفَرِيقُ عَمارة ً
كنَّا ففرَّقنا النَّوى أفخاذا

أُفْرِدْتُ عنهُمْ بالشآمِ، بُعَيدَ ذا
كَ الإلتِئامِ، وَخَيّموا بغْداذا

جمَعَ الهُمومَ البُعدُ عِندي، بعْدَ أنْ
كانتْ بقربي منهمُ أفذاذا

كالعَهدِ، عندهمُ العهودُ، على الصّفا،
أنّى ، ولَستُ لها، صفاً، نَبّاذا

والصّبْرُ صَبْرٌعنهُمُ، وَعَلَيْهِمِ،
عندي أراهُ إذنْ أذى ً أزَّاذا

عزَّ العزاءُ وجدَّ وجدي بالألي
صرموا فكانوا بالصَّريم ملاذا

رِئمَ الفَلا، عنّي إليكَ، فمُقلَتي
كُحِلَتْ بهم، لا تُغْضِها استِشْخاذا

قسماًَ بمنْ فيه أرى تعذيبهُ
عذباَ وفي استذلالهِ استلذاذا

مااستحسنتْ عيني سواهُ وإنْ سبى
لكنْ سوايَ ولمْ أكنْ ملاِّذا

لمْ يَرْقُبِ الرُّقَبَاءُ إلاّ في شجٍ،
منْ حولهِ يتسلَّلونَ لواذا

قد كان، قَبْلَ يُعَدّ من قَتْلى رَشاً،
أسداً لآسادِ الشَّرى بذَّاذا

أمْسَى بنارِجَوًى حَشَتْ أحشاءَهُ،
منها يرى الإيقادَ لا الإنقاذا

حَيْرَانُ لا تَلقَاهُ إلاّ قلتَ مِن
كُلّ الجهاتِ:أرى بِهِ جَبّاذا

حَرّانُ، مَحْنِيُّ الضّلوعِ على أسًى
غَلَبَ الإسَى ، فاستَأخذَ اسْتئخاذا

دَنِفٌ، لَسيبُ حَشًى ، سليبُ حُشاشَة ٍ،
شهدَ السُّهادُ بشفعهِ ممشاذا

سَقَمٌ ألمّ بِه، فألّمَ، إذ رأى ،
بالجسم منْ إغدادهِ إغذاذا

أبدى حدادَ كآبة ٍ لعزاهُ إذْ
ماتَ الصِّبا في فودهِ جذَّاذا

فَغَدا، وقد سُرَّالعِدى بشبابِهِ،
متقمِّصاً وبشيبهِ مشتاذا

حزنُ المضاجعِ لانفاذَ لبثِّهِ
حزناً بذاكَ قضى القضاءُ نفاذا

أبداًتَسُحُّ، وما تَشِحُّ، جُفونُهُ،
لِجَفَا الأحِبّة ِ، وَابلاً وَرَذاذا

مَنَحَ السُّفوحَ، سُفوحَ مَدمَعِهِ، وقد
بَخِلَ الغَمامُ به، وجاد، وِجاذا

قال العَوائِدُ، عندما أبصَرْنَهُ:
إنْ كانَ منْ قتلَ الغرامُ فهذا