أرَدتُ الشُّربَ في القَمَرِ، - ابن المعتز

أرَدتُ الشُّربَ في القَمَرِ،
وقَطعَ اللّيلِ بالسّهَرِ

و قد جمعتُ ما يلهي ،
فلَم أترُكْ ولم أذَرِ

فدَبّ الغَيمُ مُعتَمِداً،
فأخفاهُ عنِ النظرِ

فبتُّ أفورُ من غضبٍ ،
على الأحداثِ والغيرِ

وجاءَ إليّ شَيطاني،
يحرشني على القدرِ

و حاولَ كفرة ً مني ،
و جرأني على سقرِ

فقامَ العقلُ يطفئُ عن
فؤادي جمرة َ الضجرِ

ووَلّى آيساً مِنّي،
وفُزتُ عليهِ بالظّفَرِ

ووكّلَ بي تَلامذَة ً،
فأسقَوني إلى السّحَرِ

وأبدَوا لي مَليحَ الوَجـ
ـهِ مَنقُوشاً من الشّرَرِ

تَمرّنَ في الهوَى ، وبَدا،
و حلّ مخانقَ الصورِ

فما يأتي على طلبٍ ،
و لا يعصي من الحصرِ

وأغرَوني فكانَ إلَيـ
ـهِ قد كانَ في سكري

فلما أصبحوا طاروا
إلى إبليسَ بالخَبرِ