إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ - ابن حيوس

إدراكُ وصفكَ ليسَ في الإمكانِ
ما للمقالِ بذا الفعالِ يدانِ

قَدْ دَقَّ عَنْ فِكْرِ الْوَرى وَتَحَيَّرَتْ
فِيكَ الْعُقُولُ وَكَلَّ كُلُّ لِسَانِ

والوصفُ ما لا تستزيدُ بهِ على ً
أَنَّى وَمَجْدُكَ وَاضِحُ البُرْهَانِ

جاوزتَ مالمْ تسعَ في طرقاتهِ
هِمَمٌ وَلَمْ تَطْمَحْ إِلَيْهِ أَمَانِي

وأبانَ فضلكَ للزَّمانِ فضيلة ً
تَبْقى إِذَا دَرَسَتْ هِضَابُ أَبَانِ

قَدْ كانَ مِنْ غُرَرِ الْمَحَاسِنِ مُعْدِماً
فَالآنَ قَدْ أَفْضَى إِلى الوِجْدَانِ

أعطى الرَّعيَّة َ سؤلها منْ عدلهِ
ملكٌ عليها بالرِّعاية ِ حانِ

يُغفي وليسَ ينامُ ناظرُ دينهِ
أَعْظِمْ بِهِ مِنْ نَائِمٍ يَقْظَانِ

فإذا دعوا وتضرَّعوا لمْ يسألوا
إِلاَّ إِدَامَة َ عِزِّ ذَا السُّلْطَانِ

قدْ كانَ هذا الشَّامُ نُهزة َ ناكثٍ
حيناً فصارَ أعزَّ منْ خفَّانِ

أَسْكَنْتَ مُقْفِرَهُ وَلَوْ لَمْ تَحْمِهِ
لخَلَتْ معاقلهُ منَ السُّكَّانِ

مذْ ظلَّ في عمَّانَ جيشكَ نازلاً
عَنَتِ الْبَوَادِي مِنْ وَرَاءِ عُمَانِ

عَنْ هَيْبَة ٍ ضَمَّنْتَهَا إِذْ لَمْ تَزَلْ
للعزِّ أوفى ضامنٍ بضمانِ

أَلاَّ يَقِرَّ النَّوْمُ فِي أَجْفَانِهِمْ
حَتّى تَقِرَّ ظُبَاكَ فِي الأَجْفَانِ

مَا زِلْتَ تُزْجِي مُزْنَة ً فِي ضِمْنِهَا
إِطْفَاءُ مَا شَبُّوا مِنَ النِّيرَانِ

حَتّى تَرَكْتَ ظُنُونَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ
وَقْفاً عَلَى الإِخْفَاقِ وَالْخَفَقَانِ

منْ آخذٍ بمضلَّة ٍ أوْ عائدٍ
بمذلَّة ٍ أوْ عائذٍ بأمانِ

بينَ النَّباهة ِ والخمولِ مسافة ٌ
لولاكَ ما بعدتْ على حسَّانِ

لَوْ لَمْ تَذُدْ عَنْهُ الإِمَارَة َ عَنْوَة ً
لاقتادَ مصعبها بغيرِ حرانِ

لَيَّنْتَهُ وَلَوَيْتَهُ فَتُرَاثُهُ
بَينَ اللَّيَانِ يَضيعُ وَاللَّيّانِ

وَسُطَاكَ تَأْبى أَنْ تَفُوزَ قِدَاحُهُ
حتّى يفوزَ لديكَ بالغفرانِ

فَامْدُدْ عَلَيْهِ ظِلَّ رَأْفَتِكَ الَّذِي
يَجْنِي ثِمَارَ الْعَفْوِ مِنْهُ الْجَانِي

فَمَتى يُسِرُّ الْغَدْرَ مَنْ غَادَرْتَهُ
حَيَّ الْمَخَافَة ِ مَيِّتَ الأَضْغَانِ

مُطلتْ مطامعهُ بما منَّيتهُ
فمنيتهُ بتخاذلِ الأعوانِ

مذْ زالَ مخائيلُ عنْ خيلائهِ
زلَّتْ بطالبِ نصرهِ القدمانِ

لرأى بناظرِ حزمهِ لمَّا رأى
ألاَّ سلاحَ لديكَ كالإذعانِ

وكفى احتماءً ملكَ قيصرَ أنَّهُ
أَلْقى مَقَالِدَهُ إِلى خَاقَانِ

أوفى البريَّة ِ نائلاً وحميَّة ً
فِي عَامِ مَسْغَبَة ٍ وَيَوْمِ طِعَانِ

مَلِكٌ إِذَا ما امْتاحَ أَروَاحَ العِدى
جعلَ القنا عوضاً منَ الأشطانِ

وَإِذَا الْفَوَارِسُ أَمْكَنَتْ أَسْلابُها
لَمْ يُرْضِهِ سَلَبٌ مِنَ التِّيجَانِ

مَنْ كُنْتَ عُدَّتَهُ لِقَهْرِ عُدَاتِهِ
ذلَّ البعيدُ لعزِّهِ والدَّاني

بَأْسٌ لَوَ کنَّ الْجَاهِلِيَّة ِ رُوِّعَتْ