أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ - الأبيوردي

أرضَ العُذيبِ أَما تنفكُّ بارقة ٌ
تسمو بطرفي إلى الرَّيَّانِ أوْ حضَنِ

أصبو إلى أرضِ نجدٍ وهيَ نازحة ٌ
والقلبُ مشتملٌ منّي على الحزنِ

وأسألُ الرَّكبَ عنها والدُّموعُ دمٌ
بِناظرٍ لمْ يَخطْ جَفْنا على وَسَنِ

وإنْ سرى البرقُ منْ تلقائها غرضتْ
عيسي بذي سلمٍ منْ مبركٍ خشنِ

والرّيحُ إنْ نَسَمَتْ عُلُويّة نَضَحَتْ
بالدمع حنَّة َ عُلْوِيٍّ إلى الوَطَنِ

فهلْ سبيلٌ إلى نَجدٍ وساكنهِ
يهزُّ منْ ألفَ المصرينِ للظَّعنِ

ليس العراقُ لهُ بَعدَ الحمى وطناً
يَميسُ عافِيهِ بينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ

وتَستَريحُ المَطايا من تَوَقُّصها
إذا فلتْ لممَ الحواذنِ بالثَّفنِ

فليتَ شِعري وَكم غّرَّ المُنى أُمماً
مِنْ فرعِ عدنان والأذْواءَ مِنْ يَمَنِ

هل أهبطنّ بلاداً أهلها عربٌ
لَم يَشرَبوا غيرَ صوبِ العارضِ الهتنِ

على مُطهَّمة ٍ جردٍ جحافلها
بيضٌ تلوحُ عليها رغوة ُ اللَّبَن

إذا رَمَوا مَنْ يُعاديهمْ بَها رَجَعَتْ
بالنّهبِ دامية َ اللَّبَّاتِ والثُّنَن

فلا دروعَ لهمْ إلاّ جلودهمُ
ولا عليهمْ سوى الأحسابِ منْ جننِ

إنْ يجمعِ اللّه شَمْلي يا هُذَيْمُ بِهمْ
فَلَسْتُ ما عِشتُ بِالزَّاري على الزَّمنِ