أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا - الأبيوردي

أعدْ نظراً هل شارفَ الحيُّ ثهمدا
وَقَدْ وَشَّحَتْ أَرْجاؤهُ الرَّوضَ أَغْيَدا

جَلا الُأْقحوانُ النّضْرُ ثَغْراً مُفَلَّجَاً
بِهِ، والشَّقيقُ الغَضُّ خَدّاً مُوَرَّدا

إذا المزنُ أذرى دمعهُ فيهِ خلتهُ
على طررِ الرَّيحانِ درّاً منضَّدا

وما الجزعُ منْ واديهِ ربعاً ألفتهُ
فقد كانَ مغنى ً للغواني ومعهدا

تلوحُ بأيدي الحادثاتِ رسومهُ
وُشوماً،فَلا مَدَّتْ إلى أَهْلِهِ يَدا

ولا زالَ يسقي شربهُ منْ مدامعي
شآبيبَ تحكي اللُّؤلؤَ المتبدِّدا

وقفتُ بهِ والشَّوقُ يُرعي مسامعي
حَنينَ المَطايا وَالَحمامَ المُغَرِّدا

وأبكي وفي الإعوال للصَّبِّ راحة ٌ
فَأُطْفِىء ُ ما كانَ التَّجَلُّدُ أَوْقَدا

ويعذلني صحبي ويعذرُني الهوى
وَهَلْ يَسْتَطيعُ الصَّبُّ أَنْ يَتَجَلَّدا

وَشَرُّ خَليلَيَّ الّذِي إنْ دَعَوْتُهُ
لِيَدْفَعَ عَنِّي طارِفَ الهَمِّ فَنَّدا

وَلَوْلا تَباريحُ الصَّبابَة ِ لم أَقِفْ
على مَنْزِلٍ بِالأَبْرَقَيْنِ تَأَبَّدا

ذَكَرْتُ بِهِ عَيْشاً خَلَعْتُ رداءَهُ
وجاذَ بنيهِ الدَّهر إذْ جارَ واعتدى

وقد خاضَ صبحُ الشَّيبِ ليلَ شبيبة ٍ
تحسَّرَ عنّي والشَّبابُ لهُ مدى

وبثَّ ضياءَ كادَ منْ فرقي لهُ
يضلُّ بهِ لبِّي وبالنُّورِ يهتدى

تَوَسَّدَ فَوْدِي وَفْدُهُ قَبْلَ حِينِهِ
وَذلك زَوْرٌ ليسَ يُخْلِفُ مَوْعِدا

وأخلقَ سربالُ الصِّبا فأظلَّني
نوالُ غياثِ الدِّينِ حتّى تجدَّدا

وقدْ كنتُ لا أرضى وإنْ بتُّ صادياً
بِرِيٍّ ولو كانَ المَجْرَّة ُ مَوْرِدا

وَيَأْبَى أُوامِى أَنْ يَبُلَّ غَليلَهُ
سِوى مَلِكٍ فاقَ البَرِيَّة َ سُؤدَدا

فيمَّمتُ خيرَ النّاسِ إلاّ محمَّدا
قَسيمَ أَميرِ المُؤمِنينَ مُحَمَّدا

وَقَبَّلْتُ مِنْ يُمْنَى يَديهِ أَناملاً
تموجُ على أطرافهِ.........

وَقَد خَلفَتْ صَوْبَ الغَمامِ شِمِاُلهُ
ولوْلاهما لمْ يُعرفِ البأسُ والنَّدى

وَصارَ صَنيعَ البَذْلِ في النّاسِ عَدْلُهُ
......... خَدَّيْ كُلِّ باغٍ تَمَرَّدا

وَلم يَخْتَرِطْ ذِئْبُ النُّمَيْرَة ِ نابَهُ
لأحمرَ منْ غزلانِ وجرة َ...

يَنامُ الرّعايا وَهْوَ فيما يَحوطُهُمْ
يُراقبُ أسرابَ النُّجومِ مسهَّدا

وَيَحْميهِمُ مِنْ كُلِّ طاغٍ ..
يُناجِي بِكَفَّيْهِ الحُسامَ المُهَنَّدا

وقد خضعتْ صيدُ الملوكِ مهابة ً
لأِروَعَ مِنْ أَبناءِ سَلْجوقَ أَصْيَدا

إذا رفعتْ عنهُ السُّجوفُ وأشرقتْ
أسرَّتهُ خرَّ السَّلاطينُ سجَّدا

يُحُّيونَ أَوْفاهُمْ ذِماماً لِجارِهِ
وَأَكْرَمَهُمْ أَعَرْاقَ صِدْقٍ وَأَمْجدا

كَأَنَّ الوَرَى في عَصْرِهِ ناطَ كَفّهُ
عليهمْ من الأمنِ النّميمِ.....

يعدُّ علاهُ الغرّ من فرعِ يافثٍ
..........................

جَرى ِ بِأَبِيهِ وإبن داوُدَ قَبْلَهُ
وَبَعْدَ ابن .... مُلْكَاً مُوَطَّدا

لَئِنْ أَسَّسُوهُ فَهْوَ أَعْلى مَنارَهُ
وَزادَ على ما أثَّلُوهُ وَشَيَّدا

لهُ راحة ٌ مأمولة ٌ نفحاتُها
يلوذُ بِها................

.... بِالبِشْرِ بادٍ حياؤُهُ
يَكادُ يُرَوّي ماؤُهُ غُلَّة َ الصَّدى

وَيُعْشِي عُيونَ النّاظِرينَ وَكُلُّهمْ
يُقلِّبُ في أنوارهِ لحظَ أرمدا

ويُوقظُ أقطارَ البلادِ كتائباً
يجرُّونَ في الرَّوعِ الوشيجَ الممدَّدا

........القاضياتُ سهامهمْ
بها افترّتِ الآجالُ عن ناجذِ الرَّدى

وما واصلتْ إلا النُّحورَ رماحهمْ
ولا فارقتْ أسيافهمْ قممَ العدا

إذا اعوجَّ منها ذابلٌ في تريبة ٍ
أقاموا بهمْ منْ قرنهمْ ما تأوَّدا

وإنْ لمْ يُجنَّ المشرفيَّ قرابهُ
غدا في الطلى أوْ في الجماجمِ مغمدا

وللهِ درُّ السَّيفِ يجلو بياضهُ
غياهبَ يومٍ قاتمِ الجوِّ أربدا

بِمُعْتَرَكٍ يُلْقِي بِهِ الَموتُ بَرْكَهُ
يُسَلُّ لُجَيْناً ثُمَّ يُغْمَدُ عَسْجَدا

همُ الأسدُ يلقونَ الوقائعَ حسَّراً
وهل يلبسُ الأسدُ الدِّلاصَ المسرَّدا؟

على كُلِّ طَيّارٍ ... مُطَهَّمٍ
سَليمِ الشَّظى ضافِي السَّبِيبَيْنِ تَ

تعوَّدَ أنْ يلقى القنا بلبانهِ
وَخاضَ غِمارَ الَمْوتِ حَتَّى تَجَدّدا

عليهِ رداءُ النَّقعِ يُغسلُ منْ دمٍ
كَما تَصنَعُ الخَوْدُ الُملاءَ المُعَضّدا

وَتَلطِمُ خَدَّ الأَرضِ منهُ حَوافرٌ
تُعانِقُ مِنْهُنَّ الجَلامِدُ جَلْمَدا

يُطيعُونَ مَيْمونَ النَّقيبَة ِ أصبَحَتْ
لَهُ الأرضُ داراً والبَرِيَّة ُ أَعْبُدا

أيا خيرَ منْ يهدى إليهِ مدائحٌ
يضمُّ قوافيها الثَّناءَ المخلَّدا

شوارِدُ تَأْبَى حَصْرَ مَجدِكَ ..
إليها ولا ترضى سوى الدَّهرِ منشدا

جذبتَ بضبعي فامتطى الشُّهبَ أخمصي
فَلَمْ أَنْتَعِلْ إلا جُدَيّاً وَفَرْقَدا

وأدنيتني حتّى انطوى النّاسُ كلُّهمْ
على حَنَقٍ لي غَائِظينَ وَحُسَّدا

وأوحى بما أخفي إليكَ منَ الهوى
... كَنَشْرِ الرَّوْضِ عارٍ وأَجْردا

وهذا الّذي أدركتهُ اليومَ لمْ يكنْ
لِيَبْلُغَ ما أَحْظَى بإِدْراكِهِ مَدَى

فعشْ طلقَ الأيّامِ في ظلِّ دولة ٍ
تصافحُ ..... الدّوام مقلّدا

وباعُكَ مَبْسوطً، وَأَمرُكَ نافِذٌ
وَسَيْفُكَ لا يَنْبو، وسَيْبُكَ يُجْتَدى