أتاني كتابك ذاك الذي - البحتري

أتَاني كِتابُك ذاكَ الّذي
تَهَدّدْتَ فيهِ ضَلالاً ونُوكَا

وَلَوْلا مَكانُ أبِيكَ الدّنيّ،
لقدْ كان شِعرُكَ وَشْياً مَحوكا

وَلكِنْ وَرِثْتَ عن المَلأمانِ
فَهْماً غلِيظاً ورَأياً رَكيكا

قَضَتْ لك أَبْنَتُهُ أَنْ تُنَاكَ
،وعاقَتْكَ زُهْرَتُهُ أَنْ تَنِيكَا

وأَصْدَقُ مَا كُنتَ شِبْهاً بهِ
إِذا مَرِضَ الأَيْرُ أَو مَاتَ فِيكَا

علَى أَنَّ قُبْحَكَ مِنْ عَاجِلِ
الْعَذابِ المُبِينِ عَلَى ناكِحِيكَا

فقُل ليَ، يا وَغدُ، لِمْ لَمْ تَرُدّ
مِن حَيْثُ أقبَلْتَ رَدّاً وَشِيكا

ولِمْ لَمْ يَثُبْ فِيكَ مِنْ ذَنْبِهِ
فَيأْكُلْكَ مُحْتَسِباً مَنْ خَرِيكَا

وَكَيْفَ تُجارِي إِلي غايةٍ
وأُمُّك كَشْخَانةٌ مِنْ أَبِيكا