أَذُمُّ إليكَ عادية َ الفِراقِ - السري الرفاء

أَذُمُّ إليكَ عادية َ الفِراقِ
و أحمَدُ سائحَ الدَّمعِ المُراقِ

أَمِنْتُ الكاشِحينَ فَأَسْلَمَتْهُ
لذِكْراكَ الشُّؤونُ إلى المآقي

و لم أَملِكْ غَراماً في اتِّئادٍ
يؤَرِّقُنيو دمعاً في استباقِ

و كيفَ أَرُدُّ أنفاساً حِراراً
لو ارتَدَّتْ لأَحْرَقَتِ التَّراقي

أَرومُ دُنُوَّ كاذبَة ِ التَّداني
من العُشَّاقِ صادِقَة ِ الفِراقِ

أَلَمَّ خَيالُهاو العِيسُ حَسْرى
مَرافِقُها وسائدُ للرِّفاقِ

فبِتْناو العُقودُ لها انبتاتٌ
على الأعناقِ من ضيقِ العِناقِ

و راحٍ يَستَحِثُّ بها ضَريبٌ
على راحٍ يُخَيَّلُ في احتراقِ

سَلَبْناها الزِّقاقَو نحنُ أَولَى
بما تحوي الزِّقاقُ من الزِّقاقِ

بمتَّسِقٍكأَنَّ الشَّمْسَ تجلو
علينا منه حَلْياً في اتِّساقِ

له أَرَجٌ يُحَيِّي السَّرْبَ وَهْناً
بأنفاسٍ مُطَيَّبَة ٍ رِقاقِ

و أغصانٌ تَقولُإذا تَثَنَّتْ
أَخَمْراً ما سَقَتْهُنَّ السَّواقي

هَلِ الأَيَّامُ مُطْلِقَة ٌ وِثاقي
فأَرحلَ أَم مُنَفِّسَة ٌ خِناقي

و هَل بالشَّامِ لي وَجْهُ ارتيادٍ
أُقيمُ عليهأَم وَجهُ انطلاقِ

عَلِقْتُفما وَهَتْ كَفِّيو لكنْ
وَهَى عن قَبْضِها حَبْلُ اعتلاقي

و أكثرُ ماأقولُسقَى ابنَ فَهْدٍ
حياً كَنَداه مُنْحَلَّ النِّطاقِ

رَماني بامتهانٍ فَلَّ غَربي
و أطمَعَ كلَّ وَغْدٍ في لَحاقي

و أَسرفَ في الوَدادِ على التَّنائي
فحينَ دَنَوْتُ أسرفَ في الشِّقاقِ

و سِرْتُ فكُنتُ بَدْرَ التَّمِّ أوفى
بِه طولُ المَسيرِ على المَحاقِ

و لي منه إذا ما الكأسُ دارَتْ
عَرابِدُ لا يَقي منهنَّ وَاق

تُساوِرُنيفأَلقاها برِفْقٍ
كما يَلْقى فَحيحَ الرُّقْشِ رَاق

تُصِمُّ صَدايَ عن نَغمِ المَثاني
و تُشرِقُني بما في كَفِّ سَاقِ

ستُبْعِدُني اللَّواتي قَرَّبَتْني
و إن لم تَطْفُ نايرَة ٌ أساقي

و تَجدِبُنيإذا ما الشَّامُ ضاقَتْ
عَليَّ رِحابُهرَحَبُ العِراقِ

على أنّي أُفارِقُ عن وَدادٍ
مُقيمٍ في حِمى الأحشاءِ باقي

و أَذْكُرُ حَبلَكَ الثَّبْتَ الأَواخي
عليَّوَ وُدَّكَ العَذْبَ المَذاقِ

و أبقى غَيْرَ مُسْتَبْقٍ دُموعاً
تَفيضُو لا تَغيضُ على الإباقِ

و كم عَبْدٍ تَذَكَّرَ فِعْلَ مَولًى
فحَنَّ إلى سَجاياه الرِّقاقِ

سلامُ اللّهِ منك على جَوادٍ
إذا جارى حوى قَصَبَ السِّباقِ

سَما للمَجْدِ مُبْيَضَّ الأَيادي
فَسيحَ الظِّلِّ مُمتَدَّ الرِّواقِ

فلم تَبْعُدْ عليه له أَقاصٍ
و لم تَصعُبْ عليه له مَراقي

وَقَفْتُ عليه وُدّاً مُستَكِنّاً
تَمَكَّنَ في الشِّغافِ وفي الصِّفاق

و شُكْراً ما حدا الأَظعانَ حادٍ
و ما أخذَ الطَّريقُ من الطِّراقِ

و حَسْبِيمن مُباشَرَة ِ الأماني
صَبوحي من لِقائِكَو اغتِباقي