أهدتْ على نأيِ المحلِّو قد - السري الرفاء

أهدتْ على نأيِ المحلِّو قد
أنأى التصَبُّرَ طولُ هِجْرتِها

نَارَنْجَة ً منها استُعِيرَ لها
ما أُلبِسَت من حُسْنِ بَهجتِها

فشُعاعُها من نارِ وجنتِها
و نسيمُها من عِطرِ نكهتِها

و كأن ما يُخفيه باطنُها
ما أضمرَتْ من سُوءِ غَدرتِها

و حكى اخضرارٌ شَابَ حُمْرَتَها
قَرصَ الأكفِّ أديمَ وجنَتِها

و أتتكَ مُكْمَلة ً محاسنُها
تختالُ في أثوابِ زينتِها

فشَعارُها صُفْرُ اللُّجَيْنِو من
ذَهَبٍ مَصوغٍ ثوبُ بِذْلَتِها

تُهدي إلى الأرواحِ من بُعُدٍ
تُحَفَ السُّرورِ بطيبِ نَشْرتِها

و يصونُها مسرَى روائِحِها
من أن تباشرَها بشمَّتِها

فاشربْ عليها من شقيقتِها
في نعتِ ريَّاها وصيغتِها

و اعطِفْ عِنانَ النفسِ عن فِكَرٍ
راحتْ معذَّبة ً بصحبتِها