أقول لأهل العمى الحائرينا - السيد الحميري

أقول لأهل العمى الحائرينا
من السامريين والناصبينا

وجيراننا الطاعنين الذين
على خير من دب نفسا ودينا

سوى الأنبياء مع الأوصياء
من الأولين مع الآخرينا

لعمري لئن كان للسابقين
وسيلة فضل على التابعينا

لقد كان للسابق السابقين
عليهم من الفضل ما تدعونا

فقد جرتم وتكذبتم
على ربنا كذب المفترينا

كذاك ورب مني والذي
بكعبته طوف الطائفونا

لقد فضل الله آل الرسول
كفضل الرسول على العالمينا

وإنك آية للناس بعدي
تخبر أنهم لا يوقنونا

وأنت صراطه الهادي إليه
وغيرك ما ينجي الماسكينا

أعائش ما دعاك إلى قتال الوصي
وما عليه تنقمينا

ألم يعهد إليك الله أن لا
ترى أبدا من المتبرجينا

وإن ترخي الحجاب وأن تقري
ولا تتبرجي للناظرينا

وقال لك النبي أيا حميرا
سيبدى منك فعل الحاسدينا

وقال ستنبحين كلاب قوم
من الأعراب والمتعربينا

وقال ستركبين على خدب
يسمى عسكرا فتقاتلينا

فخنت محمدا في أقربيه
ولم ترعي له القول الرصينا

وأنزل فيه رب الناس أيا
أقرت من مواليه العيونا

بأني والنبي لكم ولي
ومؤتون الزكاة وراكعونا

ومن يتول رب الناس يوما
فانهم لعمري فائزونا

وقال الله في القرآن قولا
يرد عليكم ما تدعونا

أطيعوا الله رب الناس ربا
وأحمد والأولى المتأمرينا

فذلكم أبو حسن علي
وسبطاه الولاة الفاضلونا

فقلت أخذت عهدكم على ذا
فكونوا للوصي مساعدينا

لقد أصبحت مولانا جميعا
ولسنا عن ولائك راغبينا

ويسمع حس جبريل إذا ما
أتى بالوحي خير الواطنينا

وصلى القبلتين وآل تيم
وإخوتها عدي جاحدونا

وبات على فراش أخيه فردا
يقيه من العتاة الظالمينا

وقد كمنت رجال من قريش
بأسياف يلحن إذا انتضينا

فلما إن أضاء الصبح جاءت
عداتهم جميعا مخلفينا فلما أبصروه تجنبوه وما زالوا له متجنبينا

وأنفق ماله ليلا وصبحا
وأسرارا وجهر الجاهرينا

وصدق ماله لما أاتاه الفقير
بخاتم المتختمينا

وآثر ضيفه لما أتاه
فظل وأهله يتلمظونا

فسماه الإله بما اتاه
من الايثار باسم المفلحينا

ومن ذا كان للفقراء كنا
إذا نزل الشتاء بهم كنينا

أليس المؤثر المقداد لما
أتاه مقويا في المقويينا

بدينار وما يحوي سواه
وما كل الأفاضل مؤثرينا

وكان طعامه خبزا وزيتا
ويؤثر باللحوم الطارقينا

وإنك قد ذكرت لدى مليك
يذل لعزه المتجبرونا

فخر لوجهه صعقا وأبدى
لرب الناس رهبة راهبينا

وقال لقد ذكرت لدى إلهي
فأبدى ذلة المتواضعينا

وأعتق من يديه الف نفس
فاضحوا بعد رق معتقينا

براءة حين رد بها عتيقا
وكان بأن يبلغها ضنينا

وقال رسول الله أني
يؤدي الوحي إلا الأقربونا

وإنك آمن من كل خوف
إذا كان الخلائق خائفينا

وإنك حزبك الأدنون حزبي
وحزبي حزب رب العالمينا

وحزب الله لا خوف عليهم
ولا نصب ولا هم يحزنونا

وإنك في جنان الخلد جاري
منازلنا بها متواجهونا

وإنك في جوار الله كاس
وجيران المهيمن آمنونا

وإنك خير أهل الأرض طرا
وأفضلهم معا حسبا ودينا

وأول من يصافحني بكف
إذا برز الخلائق ناشرينا

وقد قال النبي لكم وأنتم
حضور للمقالة شاهدونا

عباد الله إنا أهل بيت
برانا الله كلا طاهرينا

وسالت نفس أحمد في يديه
فألزمها المحيا والجبينا

تعالوا ندع أنفسنا فندعو
جميعا والأهالي والبنونا

وأنفسكم فنبتهل ابتهالا
إليه ليلعن المتكذبينا

فقد قال النبي وكان طبا
بما يأتي وأزكى القائلينا

إذا جحدوا الولاء فباهلوهم
إلى الرحمن تأتوا غالبينا

والقى باب حصنهم بعيدا
ولم يك يستقل بأربعينا