أرّقَ عينى طارقٌ - الشريف المرتضى

أرّقَ عينى طارقٌ
يا ليتَهُ ما طَرقا

فبتُّ ليلي ساهراً
أرقبُ ذاك الفلقا

ملآنَ همّاً وشجاً
ولوعة ً وحُرَقا

كأنَّ ليلي موقَداً
بغيرِ نارٍ مُحْرَقا

ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ
ما نَجعتْ فيه الرُّقى

أُغضي وكم أغضَى الفتى
على قذًى وأطرقا

وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ
جَرى دماً واسْتَبقا

لا صبرَ لى وكلّما
أمسكتُ صبراً مرقا

فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ
نادمتُ فيها الأَرَقا

أنفقُ من دمعٍ ومنْ
أصابَ دمعاً أنفقا

وطال همّى وهوَ ما
طالَ عليَّ الغَسَقا

مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ
وددتُ أنْ لا يصدقا

شككت فيه خدعة ً
لمهجتي أو شَفقا

وطالما شكَّ امرؤٌ
في خُبْرِ ما تَحقَّقا

نعوا إلى َّ صاحباً
موافقا موفّقا

يخلصُ لى حيث ترى
في كلِّ صَفوٍ رَنَقا

فإنْ عرى خطبُ ردًى
فَدى بنفسي ووَفى

أو سلّ قومٌ فى وغًى
عنّى َ عضباً ذلقا

وإنْ يخنْ قومٌ وفى
أو كذّبونى صدقا

ماكنتُ فيه بامرئٍ
أخجل لمّا وثقا

وفارجٌ بالقول إذ
رأى مَقاماً ضيِّقا

كيفَ التَّلاقي واللّقا
ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟

ودوننا حقفُ لوًى
يُفضي إلى دِعْصِ نَقا

فإنْ قطعتُ أبرقاً
وجدتُ دونى أبرقا

قد كنتَ فينا جَدِلاً
محقّقاً مدقّقا

مافاتك العلمُ ولا
ضللتَ فيه الطّرقا

لحقتَ ما طلبته
كم طالبٍ ما لحقا

وأيُّ ماشِ بينَ أثـ
كانَ لنا مرنَّقا

لهُ نسيمٌ أرِجٌ
يمسك منّا الرّمقا

لاتحرِمَنْ محرومَهُ
وارحمْ به من رزقا

ولا يغرّنك امرؤٌ
في قُلَّة ٍ تحَلَّقا

فإنَّه يهبطُ مِنْ
عليائها كما رقَى

يهوى الفتى طولَ البقا
وللفنا قد خُلقا

انظر إلى الدّهر فكم
فرّق منّا فرقا

أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ
وهْوَ الذي ما أخلَقا

مُنْتضلاً سهامَهُ
تصيب منّا الحدقا

أَفنى اليمانين وقد
كانوا الجبالَ الشُّهَّقا

ومضرٌ جهَّزها
إلى المنايا حزقا

أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى
عظامَهمْ واعْتَرَقا

واجتثّ من إعطائهمْ
من كان أعطى الورقا

من بعد أن كانوا على الـ
ـعافى بحوراً فهّقا

وقوَّدوا نحوَ طِلا
بِ العزّ جرداً سبّقا

واستمطروا يوم الوغا
من العوالى العلقا

فما نُلاقي منهُمُ
إلاَّ رميماً مخلقا

أيُّ نعيمٍ لم يزلْ
مجمّعاً ما افترقا ؟

سقاك ربّى رحمة ً
ورأفة ً إِذا سَقى

ولا يزلْ قبرٌ به
أنتَ مضيئاً مشرقا

وإنْ يصبه صيّبٌ
لاطَفَهُ ورقَّقا

فاذهبْ إلى القوم الألى
كنتَ بهمْ مُستوثِقا

وردْ ندى حوضهمُ
فى الحشر يوم المستقى

فلستُ مَعْ جاهِهمُ
عليك يوماً مشفقا