أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً - الشريف المرتضى

أقول لزيدٍ كفكفِ الخيلَ عنوة ً
وإلاّ فلا حَمداً كسبتَ ولا مَنّا

سُقيتَ الرَّدى إنْ هِبْتَ بادرة َ الرَّدى
وما أنت منّي إنْ جَنَحْتَ إلى الأدنَى

ألمْ تَرَني والموتُ مُلْقٍ جِرانَه؟
أقدِّمُ نفساً ما أساءَتْ بهِ ظنّا؟

وإنّا لنُعطي السِّرَّ ماشاءَ من حِمى ً
وتأْبَى لنا الْحَوباءُ أن نستُرَ الضِّغْنا

حريّون أن نُعطَى المَقادَة َ في الورَى
وقد قصَّرتْ في الرَّوعْ كلُّ يَدٍ عنّا

طوالُ القنا ما بين أجفاننا قذًى
وظلُّ المنايا "الكالحاتِ" لنا مغنى

تخوّفنا أبناءُ قيسٍ وعيدهمْ
ولو أننا نخشى الوعيد لما سدنا

ولو فهموا عنّا مقالَ سيوفنا
لعلّمهمْ فحواه أنْ يقرعوا سنّا

أحقّاً بنى الإحجامِ ما طار عنكمُ ؟
أطرتمْ وربّى فى ضلوعكمُ اللّدنا

وقد كنتمُ أطْفَأتمُ نارَ حِقْدِكمْ
فإنْ عدتمُ فى شبّ جمرتها عدنا

لَحا اللّهُ مَن يَحنو على الضَّيم جَنبَهُ
ولو أنَّ عنقَ الرُّمحِ في جنبه يُحنَى

يقولون إنَّ الأمنَ في هجرك الوغَى
ألا قبّح اللهُ امرأً يبتغى الأمنا

رَعى اللَّهُ فِتْياناً خِفافاً إلى العُلا
إذا عزموا أمضوا ولم يرقبوا إذنا

إذا ركبوا جنحاً أشابوا عذاره
وإنْ يمتطوا صبحاً أعادوا الضّحى وهنا

أذالوا على الأيّامِ صَوْنَ غرامِهمْ
فلن يُبصروا من غيرِ طلعتها حُسنا

ونالتْ بأسرار القلوب ظنونهمْ
كأنّ لهمْ في كلِّ جارحة ٍ إذْنا